لا يوجد في العالم خونة وحاقدون على بلدهم مثل بعض العراقيين
بقلم مهدي قاسم
لو أخذنا سلسلة جرائم مختلفة و متواصلة ، بشكل منظم ، و مرتكبة حتى الآ ن ــ بحقد منقطع النظير والفريد ! ــ بحق الدولة العراقية وشعبه المعذب ، من قبل بعض كثير من العراقيين، لما وجدنا له مثيلا في أي بلد من بلدان العالم لا قديما ولا حديثا ، بل ولا راهنا ..أي أن يكون المرء حاقدا على بلده بهذه الصورة المتهسترة و المهووسة سواء بدوافع فئوية متعصبة أو عقائدية ظلامية و تفكيرية أم ولائية ذيلية خدمة للأجنبي الطامع ، ليرتكب كل هذا الأصناف المريعة من جرائم وعمليات تخريب مدمرة وشنيعة ، بل والمضي قدما في التفنن و” الإبتداع ” في إيجاد أقسى وأحط أساليب جديدة وجديدة لصعود بنوعية الجريمة والتخريب لتكون أكثر أذية وضرر بحق الدولة العراقية و شعبها المغلوب على أمره ..فقد كنا شهود عيان قبل سقوط النظام السابق كيف أن بعضا كان يتسلى وينتشي فرحا وهو يضع قنابل وألغام في جيوب ضحاياه ويفجرها عن بُعد بعيد ، ضاحكا ، مبتهجا ، وسط توسلات أولئك الضحايا وتضرعهم بعدم قتلهم ، أو دفن ضحايا آخرين ، صغارا وكبارا ، وهم لازالوا أحياء يرزقون ..بعد سقوط النظام السابق تطورت تلك الأساليب على صعيد ارتكاب مجازر عديدة و مريعة ،علنا ، وأحيانا أمام كاميرات ، كأنما افتخارا واعتزازا بتلك المجازر ، وما أعقب ذلك من” ابتكارات ” في تدمير قطاعات ومصادر موارد الدولة الطبيعية مثل تسميم الأنهر للقضاء على الثروة السمكية ، وكذلك عمليات حرق المحاصيل الزراعية مرارا وتكرارا ،إضافة إلى حرق مؤسسات ودوائر الدولة بشكل متواصل ..والآن تجري عمليات تخريب منظمة بحق أبراج الكهرباء ، منذ أسابيع وشهورطويلة ، بعدما قررت الحكومة تنويع مصادر الحصول على الطاقة الكهربائية من بلدان مجاورة أخرى أيضا ، بعدما كان هذا المصدر ـ محصورا ــ اعتمادا كليا على إيران فقط ، دون أن يستطيع المصدر الإيراني أن يغذي كل الطاقة الكهربائية المطلوبة في عموم العراق ، لهذا فانتفض ولائيو النظام الإيراني غاضبين مستائين ، ليعلنوا حرب تدمير شعواء ضد أبراج الكهرباء رغم شحة وتلكؤ الخدمات ..مثلما أعلن في نفس السياق والإجرامي بعض كثير العراقيين الولاء الكامل للتنظيمات الإرهابية الوافدة والقتال إلى جانبها بل المساهمة الفعالة في ارتكاب مذابح بحق أناس أبرياء وكذلك ضد مؤسسات الدولة العراقية ..بالطبع فلا ضرورة لذكر عمليات قتل واغتيال تمارس حتى الآن بحق متظاهرين ناشطين مدنيين على أيدي ولائيي النظام الإيراني في العراق ..وكل هذا يدل على أنه لا يوجد في أرض العراق شعب متكامل ضمن أوصاف وشروط ناضجة ومطلوبة أسوة بشعوب أخرى إنما مجموعات بشرية متعددة ومختلفة عندها هويات أقلوية ودينية ومذهبية وعشائرية فحسب ، كانتماء متجذر و عميق و مترسخ على حساب الانتماء الوطني النقي و الأصيل الراقي..علما أن العراق كأرض ووطن وحضارة وثروات طبيعية هائلة ، كانت موجودة منذ مئات آلاف سنين ، أي قبل الغرباء الوافدين والباحثين عن السلطة والحكم ..إذنه فهو سابق على كل انتماء فرعي آخر ، سواء كان هذا الفرع أصيلا أو وافدا بمقدساته المبتدعة ..