كُن مختلفاً فلا يضرنك تناسخهم
الكاتبة : زينب شوكت
لا يخفى علينا جميعنا كمية الاشاعات المتداولة التي تعصف بنا من كل جهة والتي تضع الانسان في موضع الاحمق المتلاعب به من كل من حل ودب رغم وصفنا واستحلالنا لمركزية الكون وسيطرتنا على المخلوقات المتبقية ومفارقتنا عنها بالعقل البشري
العقل الذي وهب لنا هو الصفة الوحيدة التي تميزنا عن غيرنا ومن سوانا
والعقل المتكون لدينا يتكون من ثلاث طبقات لكل منها وضيفة تختلف عن غيرها ومحاكاة خاصة بها تستعمل في الوقت المناسب لها
كما اننا خلقنا بطريقة ذكية جدا تجعلنا نتكيف و نتناسب مع كافة الاوضاع والمتغيرات الطارئة الغير مخطط لها
جميعنا نعلم هذا اليس كذلك ؟!
محتوى الحديث اعلاه هو مقدمة عما اود الخوض به من سياق محدد لمشكلة محددة يسهل حلها ان تم استيعابها اولا
تتزايد النزعات الطائفية منذ امداً طويل بيننا حتى اصبحت حاجز مصد لجميع العلاقات الانسانية بين البشر
فلم تقتصر على القومية والطائفة والدين وتعدت لتصل الى تعميم مفهوم التناسخ والتشابه فكل مختلف منبوذ وسيء ولا صحة له من الاعراب في جملة التجانس القومي
كما انها اخذت تترسب وتكون جذعا ممتد على مساحة شاسعة وقد تم استغلالنا جميعا لنكون عصبة الضغط المجتمعي على بعضنا البعض حتى اصبحنا ننتقد ونعترض ونتعالى فقط ان راينا اختلاف او انحراف الشخص عن الخط المتعارف عليه او المحدد له
وقد تطور الامر ووصل الى مرحلة استخدام اساليب البطش والترهيب كالقتل وانهاء الحياة واستخدام العنف المفرط الذي لا حياءاً له ولا رحمة
وما يدين الفعل اكثر هو تقبل الاغلبية لما يحدث متذريعين بالدين وجعله كغطاء راس لجميع الافكار المتطرفة التي تضرب الراس يمينا وشمالا ولا ترسي به الى برا سليم
وحصولهم على سندا حكومي ودعما سياسي يتيح لهم بممارسة هوايتهم وانحرافاتهم السلوكية براحة واطمئنان من عدم ملاحقتهم قانونيا او قضائيا
يحكمنا البشر البعيد كل البعد عن البشر
فلا يسعني الا ان اتقدم بخالص الاعتذار لجميع من وافهم الاجل على ايدي اصحاب مقيدي الافكار و تجار الارواح البعيدين كل البعد عن الجنة والنار