كيف ينتصر الوطن متى تنتصر الثورة خارطة الوطن الانتخابية
ليث شبر
هذا المقال طويل فعذرا وعسى أن تسامحوني على بعض الأخطاء فقد كتبته إيفاء بوعدي لبعض الأحبة في كتابة مقال مفصل حول مايجري من جدال على الدوائر الانتخابية..
1.. في البدء فإن الطريق الأمثل والسليم والصحيح للحل هو تشكيل حكومة طوارىء وحل البرلمان والبدء بكتابة دستور جديد وتحويل االنظام الى رئاسي وتفعيل القوانين التي تعاقب الفاسدين والعملاء وحينها يمكن الرجوع الى الانتخابات بأي نظام انتخابي مادامت المنافسة بين القوى الوطنية وهذا يعني إن أصل المشكلة ليس في النظام الانتخابي وإنما في هذا الصراع غير المتكافىء بين القوى الفاسدة والعميلة التي تمتلك ( المال والسلاح والسلطة والإعلام والخبرة ) وبين القوى الشعبية التي لا تمتلك شيئا من هذه الأدوات للفوز في أي صراع.
2..الحل أعلاه يجب أن يكون هو الشغل الشاغل للثورة وللعراقيين الشرفاء وللنخبة الوطنية المثقفة وما عدا ذلك فإن الحديث عن شكل الدوائر الانتخابية واليات الانتخاب عليه أن يكون في المرتبة العاشرة والسبب بسيط جدا إذ سيكون من الصعب جدا أو أقرب للمستحيل أن تنتصر في معركة وأنت لاتمتلك شيئا لا السلاح ولا المال ولا السلطة ولا الاعلام ولا الخبرة فما نفع أي خطة أو تحرك وأنت خارج الملعب وإذا دخلت فأنت الخاسر لأنك لاتمتلك مؤهلات الفوز..
3..لتحقيق ذلك لابد من الضغط على الحكومة وعلى رئيسها لأخذ الضوء الأخضر لحل البرلمان وأن تتحول الى حكومة طوارىء انتقالية وإذا لم تستجب الحكومة لذلك فالضغط على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية من خلال الانفتاح عليها وإرسال الرسائل والوثائق التي تدين هذا النظام وإن لم يستجب لذلك فعلينا أن نتكاتف فيما بيننا من أجل البدء بالعصيان المدني ومقاطعة الانتخابات وتحويل الثورة الى الكفاح المدني المنظم..
4..النقاط الثلاثة أعلاه هي الركن الأساسي لانتصار الثورة والوطن وهي خارطة الطريق الحقيقية لعراق آمن ومتطور وعدم تحققها هو إطالة عمر العملاء والفاسدين والمشاركة بتنفيذ أجندتهم وسنكون أدوات لإضفاء الشرعية من جديد وسنكون الخاسر الأكبر وسيتم التعريض بكل الثوار والوطنيين بأنكم لا تمثلون سوى أقلية من الوطن ولذلك لم تفوزوا ولم تحققوا شيئا في الانتخابات وحينها سيعود الفاسدون والعملاء أقوى وأشد ضراوة مما كانوا عليه..
5..ومع كل ماذكرناه فمن الضروري أن نضع الخطط البديلة لكل شيء ونستثمر أي فرصة ضئيلة مهما كان قدرها فنحن في معركة عظيمة بين معسكرين معسكرنا الوطني العراقي ومعسكر العملاء والفاسدين والمغرر بهم ومهما كانت شدة الصراع وعدم توازنه فلن نستسلم أبدا لأن الاستسلام في هذا المقطع التاريخي معناه تقسيم العراق وتفتيته وسيبقى ضرره لمئة عام وأكثر.ماهي الخطط البديلة؟
6..بلا شك فإن الخطط البديلة لا يتم العمل بها إلا بعد فشل الخطة الأساسية للمعركة وماذكرناه أعلاه هو الخطة الأساسية وما سنذكره أدناه هو الخطط البديلة والتي أقولها بكل صدق وصراحة بأن نسبة الانتصار فيها على أعداء الوطن تتضاءل كلما تنازلنا عن الشروط الواجب تحققها في ساحة الصراع الانتخابي..
7..وأول هذه الشروط هو تحقيق الأركان الخمسة لنزاهة الانتخابات وهي سلة واحدة ففقدان أي ركن هو خلل كبير سيصيب نزاهة الانتخابات ولا حظوا هنا أننا نتحدث عن شروط لسنا من يضع وجودها على الواقع بل هي جلها بيد المعسكر الآخر وهذا مايؤكد شكوكنا ومخاوفنا بأن لا يمكن الدخول في معركة انتخابية يضع قواعدها عدوك وعدو الوطن..
8.. لا انتخابات نزيهة من دون#قانون_انتخابي_وطني#تفعيل_قانون_الأحزاب#تغيير_مفوضية_الانتخابات#إشراف_دولي_مباشر#سحب_سلاح_المليشياتهذه هي الأركان الخمسة لانتخابات نزيهة نثق بنتائجها وهي قد تكون الخطوة الأولى لتغيير النظام في العراق ومن دون ذلك فالانتخابات مضيعة للوقت والجهد.. وهناك أمور فنية مثل ضرورة انجاز البطاقة البايومترية والتعداد السكاني وتقليل عدد النواب والدعاية الانتخابية وأيضا هناك مشاكل أخرى يجب النظر إليها وإيجاد حلول لها من قبيل التصويت خارج العراق والتصويت الخاص وتصويت الأميين..
9..مما جاء أعلاه يبدو واضحا لكل العراقيين إن الحديث عن شكل الدوائر الانتخابية ليس له أولوية في الخطة الأساسية بينما هو جزء من الركن الأول لتحقيق انتخابات نزيهة مما يعني بوضوح إنه مهما كان شكل هذه الدوائر الانتخابية منصفا للقوى الشعبية والوطنية فإن ذلك لايعني أبدا أن المعركة ستنتهي لصالحنا أو أننا سنفوز في الانتخابات فمن دون تحقيق الأركان أعلاه كلها وحل المشاكل الفنية سنتعرض لخسارة فادحة..
10..بعد أن بينت أعلاه سأضع رؤيتي في موضوع الدوائر الانتخابية وقانون الانتخابات فنحن أمام واقع حال وهو أن الأحزاب الحاكمة صوتت على قانون انتخابي جديد أهم فقرتين فيه هو الترشيح الفردي وتقسيم المحافظة الى دوائر انتخابية وتركوا جداول التقسيم لوقت آخر وعليكم أن تضعوا الف علامة استفهام لهذا التأجيل أما ماعدا ذلك فكله يأتي في مصلحة من صوتوا عليه لذلك فالأساس هو إقرار قانون انتخابي وطني..
11..سبب التأجيل في أن كل ماأقروه وصوتوا عليه لا قيمة كبرى له أمام الجداول فهنا يكمن الصراع بين الأحزاب الفاسدة كلها التي تحكم العراق وهو صراع داخلي في المعسكر الفاسد الذي يضم كل قوى الشر والفساد والعمالة وتصدير هذا الصراع والنقاش حوله في الفعاليات الشعبية وسوح الثورة والنخبة الوطنية إنما هو خطة خبيثة وماكرة لإشغالنا عن الهدف الحقيقي وراء قيام الثورة وما يطمح إليه كل عراقي شريف ووطني والذي هو القضاء على هذه الأحزاب وتغيير النظام وكتابة دستور وطني جديد..
12..وأخيرا وبعد كل هذا الحديث واستجابة لما بينته في موضوع الدوائر الانتخابية إذا توفرت كل الشروط أعلاه فبلا شك أن يكون العراق دائرة انتخابية واحدة أو تقسيمه الى 5 أو 6 أو 7 دوائر انتخابية طولية أي عكس خطوط العرض للقضاء على أي تكتل طائفي أو قومي أو مناطقي أو مكوناتي وأن يكون التصويت حصرا في داخل العراق وأن يدمج تصويت العسكر والأمن بالتصويت العام فهذا هو الحل الأمثل في وضعنا الراهن المعبأ بمعايير المحاصصة المقيتة..
13..أما وفق ماتم إقراره في القانون الحالي فليس أمامنا إلا الدوران في فلك الفاسدين والعملاء فسواء أكانت الدوائر صغيرة أو متوسطة فلا فرق مادامت المعادلة القديمة هي التي ستحكم النتائج التي من الممكن جدا أن تؤدي إلى تقسيم العراق في نهاية الأمر فالنائب الذي من المفروض أن يمثل المصلحة الكلية للوطن أصبح يمثل مصلحة فئوية لمنطقة أو عشيرة أو مليشيا أو عصابة فتصوروا حال العراق بعد ذلك
14..بلا شك فإن الجناح السياسي لمقتدى الصدر هو الذي سعى وبقوة لإقرار الدوائر المتعددة وستكون مليشيا الصدر على أهبة الاستعداد لتحقيق الخطة المرسومة بحذافيرها فجمهور الصدر الذي لايتجاوز ال700 الف ناخب سيدار بطريقة احترافية مع ماكنة انتخابية وأموال عظيمة وترهيب بالسلاح ومسك مفاصل النتائج في المفوضية وحينها سيحقق مايقارب ضعف العدد ومن ثم ترشيح رئيس وزراء والبقاء في مربع المحاصصة والفساد والفشل والعمالة لكن بثوب خانق جديد..
15..قوى المالكي والمليشيات والقوى الكردية الحاكمة تميل إلى إرجاع المحافظة كدائرة انتخابية واحدة بينما القوى الأخرى اتفق 70 بالمئة منها مع الصدريين على الدوائر المتعددة بشروط تضمن التقسيم الطائفي للجداول لغرض السيطرة على عدد المقاعد وعدم تغيير ميزان القوى وأخذوا على عاتقهم إقناع الكرد في تهيئة جداول لن تفقدهم أصواتهم..
16..مما جاء أعلاه يتضح جليا إن الصراع على تقسيم الدوائر الانتخابية شكلا ومضمونا هو صراع بالدرجة الأساس بين الصدر والمالكي وأطراف المعسكر الفاسد ولا ناقة ولا جمل لنا فيه سوى الخوض مع الخائضين فالقرار الذي سيتخذ منهم مهما كان شكله ومضمونه سيكون في مصلحة القوى الفاسدة والعميلة التي ثار عليها العراقيون..
17..فإذا وصلنا مجبرين إلى نقطة المشاركة في الانتخابات مع كل هذا الواقع المظلم والفاسد فليس أمامنا طريق غير أن تتوحد قوى الثورة والكيانات الوطنية والعشائر الوطنية ورجال الأعمال والتجار الوطنيين وجميع من يريد التغيير تحت راية وطنية كبيرة تتمثل في #مشروع_الثورة_الوطني وتنظيم الصفوف وتوحيد قواه والدخول في المعركة الانتخابية كفدائيين من أجل الوطن والشعب فإذا توحدنا سينصرنا الله على الظالمين..