كيف تغير حال كريستيانو رونالدو في 10 سنوات
يبدو أن الحال تغير بالنسبة لكريستيانو رونالدو، نجم مانشستر يونايتد وأسطورة ريال مدريد بحكم الزمن فيما يخص مبدأ النصائح والتعامل معها.
وضمن مجموعة من مشاكل عديدة لاحقت مانشستر يونايتد في الفترة الماضية كانت هناك أزمة بارزة تحدث عنها الدون البرتغالي حين قال إن نجوم الجيل الحالي من يونايتد لا يقبلون بالنصح.
وقال رونالدو مؤخراً في انتقاد مبطن للاعبي فريق مانشستر يونايتد الحاليين وأغلبهم من الشباب: “اللاعبون الناضجون الكبار، يمكنهم تقديم المساعدة للاعبين الصغار، ولكن يمكنني أن أقدم لكم مثالاً، إذا ما قمت بإسداء نصيحة لك وأنت أصغر مني، ولم تنفذها في حياتك اليومية فالأمر سيكون صعباً للغاية، يمكنني التحدث معك طوال الوقت ولكن لو لم تطلب التغيير من داخلك وتشعر بأهميته فمن المستحيل أن يحدث هذا التغيير”.
واستعان الدون البرتغالي بنفسه وكيف كان يتعامل مع نصائح من هم أكبر منه حين كان صغيراً: “حين كنت في سن الـ18 وحتى الـ20 كان :لاعبي الخبرة” الأكبر مني سناً يتحدثون معي، لديهم خبرات ومعرفة أكبر”.
وأكمل: “لكن البعض لا يقبل بالنصح لو انتقدتهم، لا أتحدث عن لاعبي يونايتد تحديداً ولكن هذا أيضاً مع الأطفال، عليك إيجاد التوازن المناسب لإسداء النصح”.
حديث رونالدو عن لاعبي يونايتد والأطفال في إطار واحد يبدو منطقياً في ظل الفارق الكبير في السن بين الدون، ولاعبي الفريق الحالي ومنهم الكثير في العقد الثاني أو بدايات العقد الثالث.
حائط جيجز
عام 2016 كشف المعلق التلفزيوني جان إيجي فيجورتوفت، أن راين جيجز قائد مانشستر يونايتد السابق وأحد اللاعبين المخضرمين عند قدوم رونالدو إلى أولد ترافورد لأول مرة كناشىء صاعد في 2003، قام بالاعتداء على الدون في طريقة غير مباشرة لإسداء النصح.
ويقول فيجورتوفت: “رونالدو حضر لتناول الإفطار ومعه زجاجة كوكا كولا، دفعه جيجز نحو الحائط وأمره بعدم تكرار هذا الأمر مجدداً”.
ومن المعروف أن المشروبات الغازية بأنواعها المختلفة تحتوي على كم كبير من السكريات، يصل إلى 10 ملاعق صغيرة من السكر المضاف، وهذا لا يساعد رياضي على تقديم أفضل أداء.
رونالدو أثبت مراراً وتكراراً أنه تقبل هذا النصح حتى وصل به الأمر في مؤتمر صحفي خلال كأس أمم أوروبا الماضية لإزالة زجاجات المياه الغازية التي كان يقوم بعمل إعلانات لصالحها من قبل ولا يزال أفضل نجوم اللعبة حتى الآن يظهرون في إعلانات تجارية لشركات المياه الغازية.
حين تحدث رونالدو عن الأطفال بالطبع كان يتحدث عن نجله، كريستيانو جونيور اللاعب الصاعد في أكاديمية مانشستر يونايتد وقبلها يوفنتوس، الذي أكد الدون أنه حريص على منعه من تناول البيتزا، لأضرارها على الرياضيين وكذا المشروبات الغازية.
لكنه يعرف كل شيء
ولكن على النقيض من ذلك فإن رونالدو لم يكن دوماً الملائكي الذي يتقبل النصح أو هكذا وصفه مواطنه ومدربه السابق جوزيه مورينيو الذي قاد 3 سنوات ما بين 2010 و2013 في ريال مدريد.
وبعيداً عن أن مورينيو هو الذي حول رونالدو من جناح هداف إلى هداف لا يكل عن تسجيل الأهداف وكسر الأرقام القياسية، خلال تلك الفترة، لم يصل لها قبل عهد الاسبيشال وان، وكانت البداية بـ53 هدفاً في موسم مورينيو الأول في مدريد 2010-2011، و60 في الموسم التالي و55 في الموسم الثالث.
ولم يتجاوز رونالدو تلك الأرقام إلا في موسم 2014-2015 مع كارلو أنشيلوتي بـ61 هدفاً لكن يبقى مورينيو صاحب تلك الانطلاقة وقائد 3 من أفضل 4 مواسم لرونالدو على الصعيد التهديفي.
في نهاية موسم 2012-2013 رحل مورينيو عن تدريب ريال مدريد، ووقتها لم تكن علاقته برونالدو على ما يرام، على غرار أغلب الموجودين في سانتياجو بيرنابيو في تلك الفترة، وعن تلك العلاقة قال: “لقد كانت لدي مشكلة واحدة مع رونالدو، وهي مشكلة بسيطة للغاية، وأساسية، وهي أنه عندما ينتقد مدرب لاعب لوجهة نظر تكتيكية، في محاولة لتحسينه فيتوجب على اللاعب تقبل النقد”.
وواصل: “ولكنه الآن لا يستمع لكلماتي بشكل جيد، ربما يعتقد أنه يعرف كل شيء، ولا يمكن للمدرب أن يساعده على التطور أكثر من ذلك”.
ولكن الحقيقة تقول أن رونالدو تطور كثيراً في عهد مورينيو، الذي كان له الدور البارز في تحويله لاحقاً لأفضل هداف في كرة القدم عبر تاريخ اللعبة.