كيف تحول منتخب البرازيل “الهزيل” إلى “ملك المتعة”؟
متعة خالصة قدمها منتخب البرازيل في رابع مبارياته في كأس العالم 2022، عندما هزم كوريا الجنوبية بالـ4، وسط استعراضات كروية لا تنتهي.
وقدَّم المنتخب البرازيلي عرضا رائعا أمام كوريا الجنوبية في دور الـ16 من كأس العالم 2022 بقطر، بعد فوزه على منافسه الآسيوي بنتيجة 4-1، ليستأنف حملة استعادة لقبه التاريخي في المسابقة، بالوصول إلى الدور ربع النهائي لملاقاة كرواتيا.
واحتاجت البرازيل إلى 36 دقيقة فقط من الشوط الأول لحسم التأهل إلى دور الثمانية، فيما اكتفت بالاستعراض في الشوط الثاني، والذي شهد مشاركة العديد من اللاعبين البدلاء.
ومنذ الإعلان عن قائمة البرازيل، صاحبة المركز الأول في تصنيف فيفا، كانت كل التوقعات تصب في صالح منتخب “السامبا” للظفر بلقب كأس العالم، وهو ما أثبتته كتيبة المدير الفني تيتي بالفعل خلال النصف الأول من مشوارها نحو التتويج باللقب السادس، والأول بعد غياب 20 عاما.
نكسة 2018
وبالعودة إلى منافسات كأس العالم 2018 في روسيا، ودَّع المنتخب البرازيلي مع مدربه الحالي تيتي البطولة بهزيمة مفاجئة على يد منتخب بلجيكا بنتيجة 1-2، ولم يقدم الأداء المنتظر منه، ورغم أن الجماهير اعتادت على تقديمه ألمع النجوم وأفضلهم داخل الملعب، إلا أنه ظهر كفريق هزيل.
وكان إقصاء البرازيل من دور الثمانية للبطولة بمثابة صدمة لجماهير السيليساو، خاصةً أن البطل التاريخي لكأس العالم كان قد ودع النسخة التي سبقتها في 2014 على أرضه بهزيمة مذلة على يد ألمانيا بنتيجة 1-7 في نصف النهائي.
كما أنه في نسختي 2006 و2010، ودَّع بطل كأس العالم 2002 البطولتين من الدور ربع النهائي على يد فرنسا 0-1 ثم هولندا 1-2، لتصف الجماهير ما مر به المنتخب البرازيلي بالنكسة، خاصةً بعدما وصل إلى المباراة النهائية لكأس العالم 3 مرات على التوالي بأعوام 1994 و1998 و2002، وحصد اللقب في مناسبتين منهم.
نقطة التحول
لم ييأس المنتخب البرازيلي رغم حالة الإحباط التي أصابته بعد الإقصاء الرابع على التوالي من الأدوار الإقصائية المتقدمة لمنافسات كأس العالم قبل 4 سنوات، واتجه إلى بطولة كوبا أمريكا في العام التالي 2019 في محاولة لاستعادة هيبته مرة أخرى.
وظهرت البرازيل بأداء مغاير تماما في البطولة التي احتضنتها على أرضها، حيث ضربت بوليفيا بثلاثية نظيفة وبيرو بخماسية دون رد في دور المجموعات، قبل إقصاء باراجواي من ربع النهائي ثم الإطاحة بالغريم منتخب الأرجنتين من نصف النهائي بثنائية نظيفة، لتتأهل إلى المباراة النهائية وتحقق اللقب على حساب بيرو بنتيجة 3-1.
وأعادت تلك البطولة الثقة إلى منتخب البرازيل من جديد، لتستمر سلسلة نتائجه الإيجابية حتى النسخة التالية من كوبا أمريكا 2021، وبالفعل وصل إلى المباراة النهائية مرة أخرى، لكن ملعب الماركانا لم يبتسم له هذه المرة وخسر اللقب على يد الأرجنتين بنتيجة 0-1.
فريق مختلف في 2022
بدا في نهائيات كأس العالم 2022 أن تيتي أنهى عمله بالفعل منذ تولي قيادة البرازيل في 2016، خاصةً أنه في مونديال روسيا 2018 لم يكن أمامه سوى عامين لإصلاح الفريق، حيث جاء في مرحلة الإنقاذ.
وعندما أتيحت لتيتي الفرصة لبناء الفريق بالطريقة التي أرادها، تحول المنتخب البرازيلي إلى فريق مرعب على كافة الأصعدة، ويكفي أنه في مركز حراسة المرمى فقط يملك أفضل حارسين في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهما أليسون بيكر حارس ليفربول وإيدرسون حارس مانشستر سيتي.
واختلفت قائمة البرازيل بشكل كامل عن التي ظهر بها في روسيا قبل 4 أعوام، فالآن يضم الفريق هجوما ناريا مكونا من فينيسيوس جونيور ونيمار وريتشارليسون ورافينيا، بخلاف جابرييل مارتينيلي وأنتوني ورودريجو وجابرييل جيسوس، مما اضطر المدرب لاستبعاد روبرتو فيرمينو.
وفي منتصف الملعب، يتواجد كاسيميرو الذي لم يكتفِ بدوره في قطع الكرات ونقطة الوصل بين الدفاع والهجوم، بل وصل الأمر إلى تسجيل الأهداف وهو ما فعله أمام سويسرا ليضمن للسامبا التأهل إلى دور الـ16.
ولا خلاف على قوة وخبرة الثنائي تياجو سيلفا قائد الفريق وماركينيوس في قلب الدفاع، إذ يقدمان أداءا استثنائيا في البطولة، وأسهما في خروج الفريق بشباك نظيفة في أول مباراتين وعدم استقبال أي تسديدة خلالهما.
ويأمل منتخب البرازيل في مواصلة ظهوره بهذا المستوى حتى يصل إلى المباراة النهائية ويستعيد اللقب الغائب عن خزائنه منذ 20 عاما، ليكون السادس بعدما حققه في نسخ 1958 و1962 و1970 و1994 و2002.