كوفيد-19 – الجهل في الشرق والتمادي في الغرب
أ.د عبودي جواد حسن
الجهل و الغلو وجهان لعملة واحدة وكلاهما يؤديان في اغلب الاحيان الى الهلاك. . الغلو كمصطلح يعني التجاوز على الحدود في تطبيق الافكار التي يؤمن بها الفرد على ارض الواقع كما يعني الجهل التجاوز على المعقول و تطبيق افكار تبدو منافية لواقع الامور وذلك التزاما بمبادىء اولية .
هذه المبادىء تم ترسيخها في عقل الفرد منذ نعومة الاظفار والحيدان عنها يبدو للفرد اعتداء صارما على حرمة الواقع.
الم تكن النزعة في عدم ارتداء الكمامة في الغرب افراطا في الحرية والم يكن الركون الى الخرافات في الشرق في زمن الكوفيد19 الم يكن هذا جهلاامن المعقول ان يتجاهل الانسان اساسيات البقاء ويسترشد بأقوال قائد جاهل سطحي التفكير بحيث يحاول جعل إرادة السياسة فوق العلم والعلماء من اجل مصالح ذاتية؟
نعم هذا ما يحث في الغرب في زمن كوفيد 19 حيث يفضل القائد مارب شخصية على سلامة الافراد الذين لا يحبون التنازل عن الافراط في الحرية ويستمتعون بوقتهم ولا يهمهم الاخرين ومستقبل البلاد.
اما الجهل فمن اساسياته التعلق بالظاهر وعدم الايمان بالجوهر والقبول بأقوال القادة وبالخرافات او قد يكون الدافع إرضاء لحاكم او لقديس كما يقول ابو الطيب:ا غاية الدين ان تحفوا شواربكم يا امة ضحكت من جهلها الامم ففي بعض قرى وارياف بلدان العالم الثالث و في بداية انتشار كوفيد 19 اعتقد الكثير من الناس ان ابخرة الدخان والبخور والحرمل قادرة على ابادة فيروس حجمة اصغر 10000 مرة من حبة الملح.
كما اعتقد هؤلاء ان ابتلاع بصاق بعض الاشخاص الذين ينتسبون الى كبار القديسين والانبياء في ديانا تهم يقضي على هذا الفيروس تماما والبعض الاخر التجئ الى العطارين وبائعي الاعشاب للتخلص من اخطار هذه الامراض كما هي العادة في هذه البقاع. في الشرق …. كل سبل الجهل هذه لم تنقذ هؤلاء المجهلين من هذا المرض.
والجهل والتجهيل قديم قدم الزمن وقد طوعه الاعلاميون والسياسيون لخدمة اهدافهم وتحقيق غاياتهم فقد نشروا الاشاعات ليصدقها الناس و مثلا على ذلك استغلال تضاريس القمر والادعاء بانها صور لمحبيهم من الساسة والسياسيين الكرزماتين ويجعلون الناس البسطاء يصدقون اشاعتهم ويعرضون استقرار بلدانهم للأخطار والمهالك.
اما ا الحرية المفرطة فهي نوع من أنواع الانانية القاتلة التي تؤدي الى ازهاق الارواح واحداث الاضرار المادية او قد تؤدي الى الاعاقة الجسدية او العقلية او كلاهما ومن امثلة ذلك إصرار فئات من شعوب الغرب على تجنب ارتداء المكامة والتزام بتوصيات العلم والعلماء في التباعد الاجتماعي مثلا.
وكل الأديان والمعتقدات تقريبا تدعو الى العقلنة في السلوك في كل الأحوال. ولم يفت ذلك شاعرنا المتنبي عندما قال:فان قليل الحب بالعقل صالح وان كثير الحب بالجهل فاسدوالحب في قول المتنبي يعني الحرية في السلوك فان زادت عن حدها أصبحت مدمرة وان قلت وارتبطت بالعقل فأنها تجنب المجتمع الشرورويتفق تشارلي شابلن الممثل العالمي الشهير في الراي مع المتنبي حيث يقول “الحرية هي أن لا تتعلق بأي إنسان أو حيوان أو مكان أو أي مبدأ, حيث ان التعلق هو جزء من الموت.
”وخلاصة القول الا يتساوى الجهل والتجهيل في مجتمعات العالم الثالث مع الافراط في الحرية السائد في المجتمعات الغربية يتساويان في تأثيراتهم السلبية المدمرة للمجتمعات والامبراطوريات في زمن الكوارث العالمية الكبرى كزماننا هذا زمن الكوفيد- 19 الذي اجتاح العالم دون توقف حتى هذه اللحظة.