كورونا يفضح قطر.. الوباء يتفشى بالسجون وانتهاكات بالجملة
لا يكاد يمر يوم منذ ظهور أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، إلا وتتكشف فضيحة تلو الأخرى لنظام الحمدين في قطر، لتؤكد فشله الأخلاقي والإنساني وازدواجيته وتناقضاته في التعامل مع مختلف القضايا.
وسجل النظام القطري سقوطا أخلاقيا مدويا، كان آخرها انهيار مستشفى ميداني كان مخصصا لعلاج مرضى فيروس”كورونا” المستجد، بعد أيام من إنشائه
وكشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن تفشي فيروس “كورونا” في السجن المركزي بالدوحة، وطالبت سلطات قطر باتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير حماية أفضل للسجناء وموظفي السجون.
انتهاكات بالجملة
وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش قصصا مأساوية وانتهاكات بالجملة لحقوق السجناء في قطر، على خلفية انتشار فيروس كورونا.
وقالت المنظمة إنها التقت في الأيام الأخيرة 6 محتجزين أجانب، الذين وصفوا تدهور الظروف في السجن المركزي بقطر بعد الاشتباه بإصابة عدة سجناء بالفيروس.
وقال المحتجزون إن الحراس أخبروهم بشكل غير رسمي في الأسابيع الأخيرة عن التفشي المحتمل لفيروس كورونا، رغم أن السلطات القطرية لم تؤكد ذلك علنا.
وفي تناقض غريب، أغلقت السلطات القطرية وعزلت العنبر الذي حدث فيه التفشي المحتمل للفيروس، لكنها نقلت بعض المحتجزين إلى أقسام أخرى مكتظة بالسجناء وغير صحية.
المأساة نقلتها المنظمة الحقوقية الدولية عن أحد السجناء، قائلا: “وصل المزيد من السجناء، وربما العديد منهم مصابون بعدوى إلى عنبرنا”، وأردف: “لدينا أسرّة لـ 96 شخصا، والآن هناك حوالي 150 سجينا”.
وقال السجين إن حارس سجن آخر أخبره في 6 مايو/أيار، أن 47 حالة سُجِّلت حتى ذلك الحين.
على صعيد الانتهاكات نفسها، قال أحد السجناء إن العنبر فيه 8 حمامات فقط لـ 150 سجينا، ولفت إلى أنهم “ينامون على الأرض في مسجد السجن، وفي المكتبة.. إنهم يحتجزوننا مثل حيوانات في حظيرة”.
انتهاكات حقوق المرضى
حالات المرضى الحرجة من السجناء لم تشفع لهم حتى عند سلطات الدوحة، التي حرمتهم حتى من الرعاية الطبية، وقال السجناء إن الطاقم الطبي توقف عن زيارة عنبرهم.
وفي هذا الصدد، قال أحد السجناء: “لا أحد يعرف من يمكن أن يكون مريضا.. هذا الشخص في عنبرنا على ما يبدو لديه الإنفلونزا، لكن هل هي إنفلونزا، هل هو الفيروس.. من يدري؟ لا أحد يتحقق”.
وقال سجين آخر: “لم يعد يأتي الممرضون الذين يعطون حقن الأنسولين لمرضى السكري، يقوم الحراس بتوزيع حقن الأنسولين ويحقن المرضى أنفسهم”.
وأوضح سجناء أن سلطات السجن فرضت قيودا إضافية على رعايتهم الطبية الأساسية، مما جعل السجناء الأكبر سنا ومن لديهم حالات مرضية، أكثر عرضة لخطر العواقب الوخيمة إذا أصيبوا.
وإمعانا في انتهاكات حقوقهم، قال السجناء إنهم لا يحصلون إلا على القليل من الماء والصابون، ولم يحصلوا على مطهر لليدين، وأن تدابير التباعد الاجتماعي مستحيلة، بالنظر إلى الازدحام.
وقال أحد السجناء إن سلطات السجن لم تقم بعد بتعقيم المهاجع ولا تزال تقدم فقط لوح صابون واحد في الشهر لكل سجين رغم الحاجة إلى بروتوكولات تنظيف ونظافة شخصية أفضل أثناء الوباء.
مطالب محددة
وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” السلطات القطرية بتخفيض عدد السجناء للسماح بالتباعد الاجتماعي وضمان أن يتمكن كل شخص في السجن من الحصول على المعلومات وعلى الرعاية الطبية المناسبة.
وطالبت نظام الدوحة بوضع بروتوكولات مناسبة للنظافة الشخصية والتنظيف، بما في ذلك توفير التدريب واللوازم مثل الكمامات والمطهّرات والقفازات، للحد من خطر الإصابة بالعدوى.
وقال مايكل بَيْج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش”: “إن السلطات القطرية عليها أن تتحرك بسرعة لتجنب انتشار أوسع لفيروس كورونا الذي يعرّض السجناء وموظفي السجون وسكان الدوحة لخطر العدوى”.
وطالب قطر “بإطلاق سراح السجناء المعرضين للخطر مثل كبار السن والمحتجزين بتهم جنح أو جرائم غير عنيفة، وضمان حصول السجناء الباقين على الرعاية الطبية الكافية”.
وحذر بَيْج من أنه: “يمكن لانتشار الفيروس المُبلَغ عنه في سجن قطر المركزي أن يصبح سريعا كارثة على الصحة العامة”.
الفضائح تتوالى
وأعلنت وزارة الصحة القطرية، الإثنين، تسجيل 1365 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، ما يرفع إلى 33 ألفاً و969 العدد الإجمالي للمصابين.
وباتت قطر أكثر دولة تضم إصابات بفيروس كورونا مقارنة بعدد سكانها، بنسبة تتجاوز 1%، فيما تعد من أعلى نسب الإصابة عالميا.
وتأتي فضيحة سجون قطر بعد أيام من فضيحة انهيار مستشفى ميداني في قطر مخصص لعلاج مرضى فيروس”كورونا” المستجد بعد أيام من إنشائه، الأمر الذي أثار عاصفة غضب، وسط استنكار لاستشراء الفساد في البلاد، والتنديد بإهدار ثروات البلاد بالتدخل في شؤون دول أخرى.
ورصدت العديد من المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام العالمية قيام النظام القطري بالتضحية بالعمال الأجانب وتعريض حياتهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، نتيجة ضعف إجراءات حمايتهم وتدني ظروفهم المعيشية.
وأكدت تقارير لـ”فورين بوليسي” و”نيويورك تايمز” الأمريكيتين و”الجارديان” البريطانية وإذاعة “إر.إف.إي” الفرنسية، إضافة إلى تحقيقات منظمات “هيومن رايتس ووتش” ومنظمة العفو الدولية وميجرانتس رايتس، أن العمال يذهبون كل يوم إلى “إعدامهم
متابعة / الاولى نيوز