كورونا والاقتصاد والحرب العالمية.. مقال جديد لبوتين
تناول مقال جديد للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأوضاع الاقتصادية حول العالم وأزمة كورونا والأمن العالمي والإقليمي، فيما عاد بالتاريخ وتحدث عن الحرب العالمية الثانية.
وحذر الرئيس الروسي، في مقال لـ”ناشيونال إنتريست”، من إهمال دروس التاريخ، مؤكدًا أن ذلك سيعود بعواقب وخيمة.
وقال بوتين إن عددا من السياسيين الأوروبيين، وخاصة السياسيين البولنديين يحاولون وضع اتفاق ميونيخ على تقسيم تشيكوسلوفاكيا “تحت السجادة”.
وأضاف: “اليوم، يريد السياسيون الأوروبيون، ولا سيما القادة البولنديون إخفاء اتفاقية ميونيخ تحت السجادة. لماذا؟ حقيقة أن بلدانهم انتهكت التزاماتها ذات مرة ودعمت اتفاقية ميونيخ، وحتى أن بعضهم شاركوا في القسم، وهذا ليس السبب الوحيد”.
قبل أن يستدرك: “سبب آخر هو أنه من المحرج أن نتذكر أنه في تلك الأيام الدرامية لعام 1938، كان الاتحاد السوفييتي هو الوحيد الذي دافع عن تشيكوسلوفاكيا”.
وأشار إلى أنه أنه لا توجد وثائق أرشيفية تؤكد افتراض أن الاتحاد السوفييتي كان يعتزم بدء حرب وقائية ضد ألمانيا.
وأكد: “يمكنني أن أعلن بكل مسؤولية أنه لا توجد وثائق أرشيفية تؤكد افتراض أن الاتحاد السوفييتي كان ينوي بدء حرب وقائية ضد ألمانيا”.
وأشار إلى أن “القيادة العسكرية للاتحاد السوفيتي اتبعت العقيدة التي مفادها أنه في حالة العدوان، كان على الجيش الأحمر أن يستجيب بسرعة للعدو ويشن الحرب الهجومية ويشن الحرب على أراضي العدو. ومع ذلك، فإن هذه الخطط الاستراتيجية لا تعني أي نية لمهاجمة ألمانيا أولاً”.
ولم يستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجود وثائق مؤامرة سرية بشأن الحرب العالمية الثانية.
ودعا جميع الدول إلى إتاحة الوصول إلى الأرشيف قائلا: “لا تزال المواد المتعلقة بالمفاوضات الأنجلو-ألمانية السرية غير مطلع عليها. لذلك، نحث جميع الدول على تكثيف عملية نشر أرشيفاتها ونشر وثائق لم تكن معروفة من قبل عن الحرب وفترة ما قبل الحرب، كما فعلت روسيا في السنوات الأخيرة”.
واتفاقية ميونيخ تمت في 30 سبتمبر/أيلول 1938، بين ألمانيا النازية، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وكانت بمثابة تسوية تسمح بضم ألمانيا النازية لمنطقة السوديت التابعة لـتشيكوسلوفاكيا والتي يعيش فيها مواطنون ناطقون بالألمانية في محاولة لاحتواء ألمانيا النازية وتجنب اندلاع حرب عالمية أخرى.
الاقتصاد وكوورنا والأمن
وحول الاقتصاد العالمي، قال الرئيس الروسي إنه من غير المقبول تحويل الاقتصاد إلى أداة ضغط ومواجهة.
وأكد بوتين، في مقاله، أن موضوعي الاقتصاد العالمي والأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد سيكونان الموضوعين الرئيسيين في الاجتماع القادم لقادة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.
وأضاف: “قدرتنا على العمل معا كشركاء حقيقيين ستظهر مدى خطورة عواقب الوباء ومدى سرعة خروج الاقتصاد العالمي من الركود”.
وتابع بوتين: “يمكن لقمة روسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا أن تلعب دورًا مهمًا في إيجاد حلول مشتركة للتحديات والتهديدات الحديثة وإظهار التزامنا المشترك بروح التحالف والأفكار والقيم الإنسانية التي حارب من أجلها آباؤنا وأجدادنا”
وتساءل “ما هي رؤيتنا لمضمون القمة القادمة؟ قبل كل شيء، نعتقد أنها ستكون مفيدة لمناقشة خطوات تطوير المبادئ الجماعية لحل القضايا الدولية”.
كما أكد الرئيس الروسي أنه من الضروري إجراء مناقشة مفتوحة للحفاظ على السلام، وتعزيز الأمن العالمي والإقليمي، والحد من الأسلحة الاستراتيجية، فضلا عن الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف وغيرها من التحديات والتهديدات الرئيسية.
التحديات الحديثة
وأضاف بوتين: “يمكن لقمة روسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا أن تلعب دورًا مهمًا في إيجاد حلول مشتركة للتحديات والتهديدات الحديثة وإظهار التزامنا المشترك بروح التحالف والأفكار والقيم الإنسانية التي حارب من أجلها آباؤنا وأجدادنا”.
كما أعرب عن أمله في أن لقاء زعماء الدول النووية الخمس الدائمة العضوية في الأمم المتحدة سيعقد في أقرب وقت، شكرنا رؤساء الدول النووية الأخرى على تأييد هذه المبادرة “زملاؤنا، السيد شي جين بينغ، وماكرون، والسيد ترامب، والسيد جونسون أيدوا المبادرة الروسية حول عقد لقاء لزعماء الدول النووية الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي”.
وتابع بوتين: “نحن نشركهم على ذلك ونأمل في أن هذا اللقاء سيعقد في أقرب وقت”.
وأكد الرئيس الروسي أن موسكو لديها أفكار ومبادرات للاجتماع القادم لقادة القوى النووية الخمس: “إن جدول أعمال قمة الخمس القادمة التي اقترحتها روسيا مهم للغاية وذات صلة ببلادنا والعالم بأسره. لدينا أفكار ومبادرات محددة بشأن جميع القضايا”.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح، في وقت سابق، تنظيم اجتماع لزعماء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. فيما أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في نهاية يناير/كانون الثاني، أن الصين وفرنسا أيدتا مبادرة عقد الاجتماع.
الأولى نيوز – متابعة