كورونا مجددا
خالد القيسي
كورونا تخصصت في عزلنا على مدى 6 أشهر او اكثر ، قُدِمت لنا فيها الكثير من النصائح ومئات الارشادات الشخصية منها والعامة لتجنب الاصابة بهذا المرض الخطيرالقاتل ، مقابل كل هذا تزداد الاصابات ! بل البعض من جهلة الدين الذين وجدوا مرتع خصب لتلهي الناس بحكاوي دينية تاريخية قديمة ظلامية بعيدة عن العلم والتنوير، لتتفاخر بالخروج الجماعي وليس في بالهم موت آلاف الاشخاص من مواطن عادي الى اُخَرمن أوجه اجتماعية مشهورة ومرموقة . السلوك الجمعي في المدن الفقيرة المتخلفة لا تابه بالادلة والوقائع وتتبع أفكار وطروحات نمط العشائرية والبداوة ودينية مخدرة على الاعم والاغلب ، لتكتمل دورة الوباء في الانتشار دون سيطرة العقل أوالدولة على افعالهم . لقد وصلنا الى النقطة الحرجة عندمما اهتزت الكثير من العادات والقيم المتوارثة والمستجدة ، من تجمع يحصل الاذى منه غير الذي اعتدناه من تزاور، ومحذور الخروج الى المتنزهات ودور العبادة ، والاختلاط مع الاهل والاصدقاء وجيران المحلة ، حتى وصل الامر الى الامتناع من الدخول من غرفة الى اخرى في البيت الواحد. نخشى على هذا المجتمع ان تتصدع اركانه من قيم واعراف صناعة الاجداد والتاريخ والظروف ، ونصحى على صور جديدة بعيدة عن المثل العليا تتحرك في المكان والوقت الخطأ لطحن ما تبقى من مجتمع متهالك ! مما لاشك فيه ما تعرض له المجتمع من سلسلة حروب طويلة وأثرها فيما وقعنا فيه من هزات كبيرة ، حصلت فيه انعطافات كبيرة طائفية وقومية ومذهبية ، غيرت من سلوك مثيرلدى البعض من الافراد الذين لم يعاشوا هذه الكوارث ، فيتقبل المحتل ،ويكون وكيل لقوى اقليمية ودولية ، ويعمل على تشوه المشهد السياسي بكل شيء غير متوقع . نحن اين من مصدر الخطر في تقبل المعلومات التي تتعارض مع الحقائق التي تستهدف العقل الجمعي لمجتمع لا يزال نائم ، والتي تحتاج الى جهود كبيرة لتهيئة الرأي العام وغسل أدمغة لا تستوعب خطر المرض ، لننتصر على فيروس كورونا وتأمين النفس منه .