مقالات

كورونا ترامب والسيّد النووي

د. فاتح عبدالسلام

نزل فيروس كورونا المستجد ليكون لاعباً عنيدا ومفاجئا في ميدان الانتخابات الامريكية ، وهو عنصر جديد لم يصحب اية انتخابات سابقة في تاريخ الولايات المتحدة . لكن هذا الفيروس الخطير لن يكون حاسماً في تجريح كفة على كفة إلا انّ تمكن من جسم الرئيس الامريكي الذي يعاني بحسب الاطباء من نقطتي ضعف هما البدانة والتقدم في السن.

غير أنّه يبقى رئيساً للولايات المتحدة التي طالما تباهى الرجل بقوتها، وجعله يختبر قوتها الطبية والعلمية اليوم بنفسه من خلال توفير العلاجات اللازمة له للخروج من هذا المأزق .

الفيروس من الممكن أن يزحف الى خصم ترامب أيضاً، فلا شيء يمنعه، مادام قد اقتحم تحصينات الرئيس الطبية المبكرة. لا شماتة بالمرض، ولن يفرح الخصم الانتخابي بذلك أبداً وهو الذي تمنى الشفاء للرئيس بسرعة كبيرة .هناك مَن الاطباء البارزين كما في تقرير الجمعية الملكية في بريطانيا، يقول أنّ اللقاح نفسه لن يكون الكأس المقدسة التي تنهي الفيروس للأبد، وقد تحتاج البشرية التعايش مع مستويات أضعف من الفيروس لسنوات طويلة، وهذا بحد ذاته تمهيد لفهم الحاجة الى الخضوع لمتغيرات أساسية في نمط الحياة على الصُعد كافة حتى بعد اعلان اكتشاف اللقاح ونجاحه.

الدول المتقدمة تدرك معنى أنْ تتغير اضطرارياً بعد هذه التجربة المريرة مع الفيروس المقتحم لأقوى المناعات الجسمية، في حين لا نزال في العراق مثلاً نرى الكثير من الناس لا يدركون حقيقة الهزة الكونية التي حدثت، ويحاولون التصدي لها ببعض المعتقدات الدينية بل الخرافات أحياناً، والدين الحق براء مما يدعون، لأنه استبصار بالمخاطر من أجل بناء الانسان وصيانته من الاذى.

يتمنى العراقي أن تتغير خطط الحكومات وبرامجها الان وفي المستقبل القريب في جميع مناحي الحياة من أجل التوافق مع التغيرات في العالم ومواكبة العلم بسرعة كبيرة، حيث برز العمل عبر الانترنت، عنصر قائداً لمجموع الفعاليات الادارية والمعيشية والاقتصادية.

كانت هناك دول كبيرة غير مستعدة لهذا التغيّر المفاجىء، فكيف حال بلاد يعصف بها التخلف الى درجة انّ فتاة من النجف الأشرف حاملة لشهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية يصطدم حلم حصولها على وظيفة عادية في البلد بقرار الحصول على تزكية من السيّد.

وتتساءل تلك الفتاة ، ماذا يمكن للسيّد أن يمنحها من تزكية في المجال النووي، بعد أن حاولت من عمق صدمتها أن تستوعب ضرورة تلبية هذا الشرط، ثمّ اصطدمت بحاجز آخر ، هو أي سيّد بينهم مختص بالنووي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى