كورونا بسجون قطر.. دعوات للاحتجاج ومطالب بتدخل دولي
أكد قطريون، من بينهم ذوي معتقلين، انتشار الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد داخل سجون تنظيم “الحمدين” الحاكم لقطر، دون وجود أي رعاية طبية، الأمر يهدد حياة ذويهم، وينتهك حقوقهم.
ودعوا إلى النزول للشارع للاحتجاج على الانتهاكات التي يتعرض لها أبناؤهم في السجون، وطالبوا بتدخل دولي لحمايتهم.
وانتفض القطريون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” للتعبير عن تلك المطالب عبر عدة هاشتاقات من بينها، انقذوا_سجناء_قطر_من_الموت ، ونطالب_بتدخل_دولي_لسجناء_قطر
يأتي هذا بعد نحو شهر من تأكيد منظمة حقوقية دولية إنتشار الإصابة بفيروس “كورونا” بسجون قطر.
ووثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قصصا مأساوية، و انتهاكات بالجملة لحقوق السجناء في قطر، على خلفية انتشار الفيروس.
وأعلنت وزارة الصحة القطرية، السبت، تسجيل 1026 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 86,488 حالة.
كما تم تسجيل حالة وفاة جديدة جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات في البلاد إلى 94 وفاة.
وباتت قطر أكثر دولة تضم إصابات بفيروس كورونا مقارنة بعدد سكانها، بنسبة تتجاوز 3%، فيما تعد من أعلى نسب الإصابة عالميا.
انتفاضة إلكترونية
وأكد راشد بن سالم بن قطفة الفهاد المري، شقيق أحد المعتقلين، انتشار الإصابات بفيروس كورونا داخل السجون، مطالبا بتدخل دولي للإفراج عن جميع السجناء المصابين وسرعة علاجهم.
ونشر المري ، المعروف بكشفه انتهاكات تنظيم “الحمدين”، عبر حسابه بتويتر، رسالة من أحد حراس السجن المركزي، تؤكد انتشار الفيروس داخل السجن، وتسجيل اصابات بين المعتقلين والحراس.
وعلق قائلا :”#انقذوا_سجناء_قطر_من_الموت، 450 سجين مصابين بوضع حرج ، وإصابة حراس السجن المركزي، وإخلاء جميع العنابر من الحراس بسبب انتشار الوباء بين العسكر “.
وأكد أن “اطلاع الشعب على الارقام الحقيقية في عدد الإصابات والوفيات بالفيروس ، يزيد الشعب الوقاية والاحتراز “.
واستنكر غياب الشفافية، قائلا:” لماذا تنعدم الشفافية والافصاح عن الاعداد الحقيقية الهائلة.. أعداد الوفيات دليل على كمية الإصابات “.
واتفق معه تويم المري، داعيا القطريين للنزول إلى الشارع والاحتجاج ضد انتهاكات تنظيم “الحمدين”، معتبرا ذلك هو الحل، وخاصة أن الوضع يسير من سئ إلى أسوأ.
وبين تويم إنه “يجب عمل تنسيق لكل واحد فقد أبيه أو أمه أو أخيه في قطر بسبب كورونا، وهذا بتهاون من الحكومة والوزارة لازم ( لأبد من) تنسيق بينهم وينزلون في الشارع “.
وأردف:” ترى الوضع من سئ إلى أسوأ وإذا مانزلنا بكره بيجينا كلنا كورونا ونلحق أهلنا”.
وتابع :”الحكومة ما تلتفت للشعب إلا إذا نزل في الشارع”.
وطالب بدوره بتدخل دولي لحماية سجناء قطر، مستنكرا الصمت الشعبي “عن أبسط حقوقهم وعن الدفاع عن أبنائهم المصابين في السجون “.
متفقة مع الآراء السابقة قالت جواهر :”أعداد إصابات كبيرة بالسجن المركزي وتكتم وإهمال بشكل مخيف”.
وأعربت عن تعاطفها مع ذوي المعتقلين، قائلة “الله يكون بعون أهالي السجناء المصابين والغير مصابين عايشين برعب.. 450 شخص مصابين وإذا ما تعاملوا معهم بالشكل المطلوب راح يصيب كل السجناء، المفروض يتم فحصهم وعزلهم بالأول والأخير هم بشر و ما في أي مبرر أنك ما تهتم بهم وترعاهم غير الإهمال غير المبرر”.
وفي السياق نفسه، قال صالح الهيل “معقولة الأرقام تزيد كل يوم! قطر تعتبر أعلى رقم إصابات بفيروس كورونا لكل مليون نسمة ويعتبر شيء خطير علينا وعلى اهلنا اجل كيف اللي موجودين بالسجون؟! #انقذوا_سجناء_قطر_من_الموت”.
بدوره، قال طلال الهاجري “هناك إهمال وتقصير في احتواء الفيروس في السجون عندنا ، ليس معقول 450 مسجون بحالة خطرة ، ألا يوجد مراقبة مستمرة لحالاتهم وخصوصا الوضع خطير هذه الأيام !! من المسؤول عن هؤلاء !!”.
ولخص مغرد يدعى “فارس قطر” داخل السجون قائلا: “الوضع داخل السجون لدينا مأساوي وأعداد الوفيات في ازدياد بسبب تفشي فيروس كورونا وكذلك المعاملة السيئة من قبل المسؤولين ولا ننسى قلة النظافة والإهمال المتكرر دون أي مبالاة حتى أصبح حراس السجن يعانون أزمة حقيقة والصمت يخيم على السلطة القطرية دون تدخل #انقذوا_سجناء_قطر_من_الموت”.
فضائح متتالية
ومنذ ظهور أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، لا يكاد يمر يوم إلا وتتكشف فضيحة تلو الأخرى لنظام الحمدين، لتؤكد فشله الأخلاقي والإنساني وازدواجيته وتناقضاته في التعامل مع مختلف القضايا.
وكشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الشهر الماضي عن تفشي فيروس “كورونا” في السجن المركزي بالدوحة، وطالبت سلطات قطر باتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير حماية أفضل للسجناء وموظفي السجون.
ووثقت منظمة هيومن رايتس ووتش قصصا مأساوية، و انتهاكات بالجملة لحقوق السجناء في قطر، على خلفية انتشار فيروس كورونا.
وباتت قطر أكثر دولة تضم إصابات بفيروس كورونا مقارنة بعدد سكانها، بنسبة تتجاوز 3%، فيما تعد من أعلى نسب الإصابة عالميا.
وفي تناقض ليس بغريب على نظام الدوحة، أعربت قطر عن رفضها لتقرير المنظمة الحقوقية الدولية، مشيرة إلا أنه عار عن الصحة، قبل أن تعود وتعترف في البيان نفسه أنه ” تم اكتشاف 12 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في السجن المركزي دون تسجيل أية حالة وفاة”.
وتأتي فضيحة سجون قطر بعد أيام من فضيحة انهيار مستشفى ميداني مخصص لعلاج مرضى فيروس”كورونا” المستجد بعد أيام من إنشائه، الأمر الذي أثار عاصفة غضب، وسط استنكار استشراء الفساد في البلاد، والتنديد بـ إهدار ثروات البلاد بالتدخل في شؤون دول أخرى.
ورصدت العديد من المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام العالمية قيام النظام القطري بالتضحية بالعمال الأجانب، وتعريض حياتهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، نتيجة ضعف إجراءات حمايتهم وتدني ظروفهم المعيشية.
وأكدت تقارير لـ”فورين بوليسي” و”نيويورك تايمز” الأمريكيتين و”الجارديان” البريطانية وإذاعة “إر.إف.إي” الفرنسية، إضافة إلى تحقيقات منظمات “هيومن رايتس ووتش” ومنظمة العفو الدولية وميجرانتس رايتس، أن العمال يذهبون كل يوم إلى “إعدامهم”.
ضحايا سجون قطر
وتصاعدت حالة السخط والغضب بين القطريين إثر تزايد انتهاكات نظام تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، ضد أبناء البلاد والمقيمين.
وارتفعت وتيرة الغضب في الآونة الأخيرة بعد وفاة الصحفي القطري المعارض فهد بوهندي، المعتقل تعسفيا منذ سنوات بدون محاكمة، جراء التعذيب، إبريل/ نيسان الماضي.
وبوهندي كان معروفا بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر، وكان يشغل منصب مدير مركز الإبداع الثقافي، إلا أنه اعتقل تعسفيا عام 2016 ولم يتم تقديمه للمحاكمة.
وأدانت عدد من المنظمات الحقوقية الدولية، ما تعرض له فهد بوهندي.
وطالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا والرابطة الخليجية للحقوق والحريات والمنظمة الأفريقية للتراث وحقوق الإنسان، في بيان، مسؤولي النظام القطري بإجراء “تحقيقات مستقلة ومحايدة” في أسرع وقت ممكن، لكشف من عذب فهد بوهندي حتى الموت.
وحملت المنظمات، في بيانها، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الداخلية القطري خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني، مسؤولية مقتل فهد بوهندي، مشددة على أنه “تجب محاسبتهم على هذه الجريمة”.
على صعيد الانتهاكات أيضا، حذرت أسماء أريان، زوجة الشيخ طلال بن عبدالعزيز بن أحمد بن علي آل ثاني حفيد مؤسس قطر، المعتقل في الدوحة، من أن وضعه الصحي خطير ويتدهور، ويتعرض للتعذيب وسوء المعاملة، ودعت المنظمات الحقوقية للضغط على الدوحة لإطلاق سراحه.
وقالت زوجة آل ثاني، إنها تقدمت مجددا في 12 مارس/آذار الماضي بالتماس عاجل إلى المقرر الأممي الخاص بشأن التعذيب لكشف ما يتعرض له زوجها من انتهاكات.
وأكدت أن السلطات في قطر لم توجه لزوجها المعتقل منذ 7 سنوات، أي اتهامات، كما أنها رفضت تقديمه ولا تزال إلى محاكمة “عادلة”.
وقالت زوجة حفيد مؤسس قطر، في تصريحات سابقة، إن تنظيم الحمدين حاول إجبار زوجها المحتجز في سجون الدوحة على توقيع إقرار بأنه “مختل عقلياً” مقابل إطلاق سراحه.
وشددت أن الحكومة القطرية تآمرت على زوجها لإبعاده عن دائرة العمل السياسي في مستقبل قطر، كونه حفيد مؤسس الدولة.
الاولى نيوز – متابعة