كورونا المنطقة الخضراء
الكاتب : مهدي قاسم
بحسب الأخبار الواردة من الصين فأن موجة انتشار فيروس
كورونا في الصين بدأت تنحسر ــ نسبيا ــ بالمقارنة مع موجات الأسابيع الأولى من انتشارها الواسع والخطير ، بدليل أن عددا كبيرا من المصابين قد تماثلوا للشفاء و غادروا المستشفيات إلى بيوتهم ، طبعا بفضل التدابير و الإجراءات الصحية و التطهيرية والانضباطية الأمنية،
في مقابل انتشار هذا الفيروس في بلدان أخرى ، وإن كانت بأعداد ضئيلة جدا حتى الآن ، وجعلها تحت السيطرة ، بعدما كانت خالية تماما من هذا الفيروس الفتاك مع احتمال ظهوره في بلدان أخرى في الأيام و الأسابيع القادمة .
و حتما سيأتي اليوم الذي سيختفي فيه هذا الوباء و يزول
هو الآخر ، و حتى أن طال الزمن قليلا ، حاله في ذلك حال باقي الأوبئة المختلفة التي اجتاحت العالم في الأعوام والعقود الماضية و أصابت الإنسان والحيوان على حد سواء ، تاركة عديدا من الضحايا المصابين ورائها ، لتختفي مرة واحدة وإلى الأبد ، بعد إيجاد اللحقات المضادة
لها ، بفضل جهود العالم المتحضر والمتقدم الذي ينظر إلى ظاهرة بروز وانتشار الأوبئة في العالم ـــ و بغض النظر عن أماكن انتشارها أو بين أية أقوام وشعوب مختلفة ، تنظرإليها نظرة علمية بحتة و من خلال دراسات وفحوصات و أبحاث مختبرية مكثفة ، بعيدا عن خرافات و مزاعم
أساطير أو ترهات متخلفة ، لتفلح في نهاية المطاف اكتشاف العلاج المطلوب و الفعّال والناجع ضد هذا الفيروس أم ذلك الوباء ..
لهذا فأنا أعتقد بأن كورونا المنطقة الغبراء ـــ التي
ما هي سوى عبارة عن أوكار و أرهاط كورونا العصابات السياسية المتكلسة هناك ، وهي متشبثة بكراسي المناصب ومواقع المغانم ، لهي أخطر و كارثيا بكثير من فيروس كورونا الصيني ، سيما أن إجراءات المعالجة المتخذة ضد كورونا المنطقة الغبراء من خلال تظاهرات سلمية للخلاص
منها بشكل جذري و نهائي قد أثبتت عدم فاعليتها الاجتثاثية المطهِرة و الشاملة ، لتزداد القناعة يوما بعد يوم عند غالبية الشارع العراقي بأهمية وضرورة البحث عن ” وسائل علاج ، أخرى و مؤثر ، وأكثر فعّالية حقا ، و التي سيكون بإمكانها إزالة هذه الأوبئة ” البشرية ”
الضارة بشكل جذري و فعلي ، مرة واحدة و إلى الأبد ، بغية إنقاذ الشعب العراقي من شرورها و أذاها وتأثيراتها التخريبية والتدميرية التي لا زالت مستمرة منذ 17 عاما وحتى هذه اللحظة ..