كواليس جديدة.. ماذا تخفي إيران حول الانفجار الهائل
كشفت صور التقطتها أقمار صناعية أن الانفجار الذي وقع قبل يومين بمنطقتي بارتشين وخجير العسكريتين الإيرانيتين خلف آثارا على مساحة نصف كيلومتر مربع.
وأوضحت محطة إيران إنترناشونال التي تبث بالفارسية من بريطانيا في تقرير لها، الأحد، أن الصور الفضائية الحرارية أظهرت وجود حريق واسع النطاق في مجموعة تلال مجاورة لمنشأة بارتشين العسكرية-الصناعية، شرقي العاصمة طهران.
وبالقرب من المنطقة التي ظهرت عليها آثار الحريق الناجم عن الانفجار الذي وقع في الساعات الأولى من الجمعة الماضي، تقع منشآت لتصنيع المعدات العسكرية وكذلك مبان لإنتاج صواريخ كروز، وفق التقرير.
وأكد شهود العيان صحة هذه المعلومات التي أظهرتها صور الأقمار الصناعية بعد ساعات من الانفجار المدوي في العاصمة الإيرانية، حسب إيران إنترناشونال.
وذكر أحد شهود العيان (لم يفصح عن هويته) أن “الانفجار أحدث دويا هائلا، وحدث بالقرب من مخلفات المعدات العسكرية”.
ولم تتوقف أصوات سيارات الإطفاء التي جاءت لإخماد الحريق حتى قدوم الصباح، وكانت جميع القوات في تلك المنطقة بوضع الاستعداد، يقول شاهد العيان.
وسطع ضوء برتقالي بالسماء لبضع ثوان في شرق طهران، في أولى ساعات صباح يوم الجمعة الماضي.
وأعلنت وزارة الدفاع الإيرانية على لسان الناطق باسمها داوود عبدي أن الانفجار نجم عن تسرب غازي داخل منطقة بارتشين دون أن يخلف إصابات بشرية وتم إخماد الحريق.
واعتبر بعض المحللون أن تلك الرواية الرسمية تستهدف التقليل من خطورة الانفجار الذي حدث داخل موقع عسكري حساس.
وتعد منطقة بارتشين مكانا رئيسيا لتموضع الصناعات العسكرية، وتخزين مخزون الصواريخ الباليستية في إيران وكذلك جزء من المنشآت النووية.
وزادت التكهنات حول سبب وقوع انفجار ضخم في منطقة “بارتشين” العسكرية الإيرانية، حيث ألمح بعضها إلى احتمالية وجود هجوم سيبراني خارجي استهدف تخريب هذه المنشآت.
يذكر أن الحادث ليس الأول من نوعه في إيران، إذ أسفر انفجار غامض داخل ثكنة عسكرية في مدينة ملارد عن مقتل حسن طهراني مقدم أحد مؤسسي البرنامج الصاروخي الإيراني وعدد من جنرالات فصائل الحرس الثوري، عام 2011.
وفسر حينها بيان صادر عن الحرس الثوري سبب الحادث الذي وقع بثكنة عسكرية داخل مدينة ملارد الواقعة في طهران بالانفجار الناجم عن تحريك ذخيرة.
من جانبها، أشارت إذاعة فردا الناطقة بالفارسية التي تتخذ من التشيك مقرا لها إلى أن المسؤولين الإيرانيين تكتموا على كواليس الانفجار الضخم الذي وقع في شرق العاصمة طهران وتسبب في مشهد غير معتاد بعد أن سطع ضوء برتقالي اللون في السماء.
سرعان ما ادعى المسؤولون الإيرانيون أن ما حدث هو انفجار صهاريج غاز صناعية في منطقة بارشين العامة.
وتعد المنطقة المذكورة موطن لمجموعة واسعة من المتفجرات والصواريخ والمعدات العسكرية، لكن بدراسة مقاطع الفيديو التي تم بثها على وسائل التواصل الاجتماعي بدا أن مكان الانفجار في منطقة خجير بطهران.
وعرفت “بارتشين” كمنطقة ذات سمعة سيئة بسبب دورها في البرنامج النووي الإيراني منذ ما قبل عام 2003.
وظلت منطقة “خجير” بعيدا عن انتباه المتابعين قبل الحادث على الرغم من أهميتها الكبيرة في البرنامج الصاروخي الباليستي لإيران.
وتتبع منطقة “خجير” شاسعة المساحة الواقعة بين جبال شرق طهران وزارة الدفاع الإيرانية، وتقع بها موقع مختلف إدارات منظمة الصناعات الفضائية.
ويوجد قسمان مهمان في هذه المجموعة العسكرية – الصناعية، هما “مجموعة شهيد باكري الصناعية”، و”مجموعة شهيد همت الصناعية”.
الأولى مسؤولة عن إنتاج الدافعات الصاروخية التي تعمل بالوقود الصلب والثانية مهمتها هي إنتاج صواريخ باليستية تعمل بالوقود السائل.
منطقة “خجير” هي كذلك موطن لمنشآت مقامة تحت الأرض وتعتبر مجهولة الاستخدامات.
وبث التلفزيون الإيراني مقطع فيديو قصير يظهر أن الموقع الدقيق للانفجار حدث داخل منشأة صغيرة ذات مبنيين ومنشأتين مسقوفتين تقع داخل منطقة مسورة.
ومن غير المعروف في الوقت الحالي طبيعة استخدامات تلك المنشآت العسكرية، لكن يمكن رؤية عدد كبير من البراميل البلاستيكية الصناعية زرقاء اللون في صور الأقمار الصناعية، مما يشير إلى وجود نوعا من الإنتاج الكيميائي أو العمل على المواد الكيميائية هناك.
يشار إلى أن التخمين الرئيسي هو أن موقع الانفجار مرتبط بمنشآت “شهيد باكري الصناعية” المخصصة لإنتاج الدفع بالوقود الصلب، وفق فردا.
ولم يتضح بعد سبب إعلان المسؤولين الإيرانيين أن منطقة “بارتشين” هي موقع الانفجار رغم أنها تبعد 20 كيلومترا عن موقع الانفجار الرئيسي.
ويرجح أن وجود أنشطة عسكرية سرية تجري داخل منشآت “خجير” القريبة من “بارتشين” المعروفة في وسائل الإعلام المحلية كان السبب وراء تكتم المسؤولين الإيرانيين.
الأولى نيوز – متابعة