كن بخير…خليك بالبيت..!
مراد سامي
لم تكن الأسابيع الماضية سهلة على العالم العربي، إنّها حقبة استثنائية للغاية تمرّ به شعوب المنطقة جرّاء انتشار فيروس كورونا أو كوفيد-19 في أغلب ربوعه.
هذا الوضع اللامسبوق دفع روّاد مواقع التواصل الاجتماعي لاستغلال الفضاء التفاعلي الوحيد المتاح أمامهم لإطلاق حملة بعنوان “ابق في منزلك”.
والتويتر هاشتاج “خلّيك بالبيت” استلهمه النّاس من أغنية الفنّانة اللبنانية الشهيرة فيروز، يُذكر أنّ الأغنية تحمل اسم الهاشتاج ذاته.
وحسب ما يُتداول فإنّ هذه الحملة قد آتت أُكلها ودفعت الكثير للبقاء في ديارهم والالتزام بقوانين الحجر الصحي وهو ما يعني إنقاذ حيوات لا يعلمها إلا الله.
من رام الله تُحدّث مصادر عن فصل ثانٍ من فصول الحملة الالكترونية “خلّيك بالبيت” ستكون مخصّصة هذه المرّة لشهر رمضان بما يحمله معه من تحدّيات جمّة للحكومات والشعوب. لن يكون من السّهل بتاتًا إنجاح الحملة لأنّ الملل بدأ يتسلّل رويّا لأنفس النّاس التي لم تبارح مضاجعها أسابيع طويلة، لكنّ الأمر ليس مُحالًا، فقط إذا آمن النّاس أنّ كوفيد-19 ليس فيروسا عاديّا، بل عدوّا يتهدّد حياة الملايين حول العالم، وفي فلسطين على وجه الخصوص.
لماذا فلسطين ؟ لأنّ هذه الدولة لا تعيش ظروفا طبيعية ومعدّلات الكثافة السكانية داخلها تبلغ مستويات قياسية، خاصّة في غزّة المحاصرة منذ سنوات.
تعوّل وزارة الصحّة الفلسطينية وسائر وزارات العالم العربي والإسلامي على وعي شعوبها لتجاوز أزمة شهر رمضان بأخفّ الأضرار. إنّه من الطريف حقّا أن يكون البقاء
في المنزل حبل نجاة النّاس من عدوّ غريب يتهدّد البشريّة قاطبة مذكّرا الجميع بحكمة “وحدة المصير”