كنيسة القيامة تغلق ابوابها بعيد الفصح في القدس
منذ أكثر من 40 عاما، اعتاد الفلسطيني وجيه نسيبه، أن يفتح باب كنيسة القيامة بالبلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية يوميا، بعد أن ورث المهمة عن والده وأجداده.
لكن الأمر تغير اليوم مع فيروس كورونا الذي أوصد أبواب الكنيسة الأقدس للمسيحيين حول العالم، ومعه سادت حالة من الحزن أنحاء مدينة القدس لعدم التمكن من تنظيم احتفالات عيد الفصح.
فللمرة الأولى منذ نحو مئة عام، لم تستقبل كنيسة القيامة التي أغلقت أبوابها بسبب فيروس كورونا المستجد، الحجاج المسيحيين المحتفلين بعيد الفصح.
وعائلة نسيبة هي من أعرق العائلات الفلسطينية المسلمة في مدينة القدس الشرقية، ومنذ عقود طويلة تقوم بمهمة فتح وإغلاق باب كنيسة القيامة.
وفي حديثه مع “العين الإخبارية”، قال نسيبه إنه لم يذكر أن تم إغلاق الكنيسة خاصة في فترة الأعياد وعلى رأسها عيد الفصح الذي تحتفل به الطوائف التي تسير على الحساب الغربي، اليوم الأحد.
وأضاف “لم يتم إغلاق الكنيسة في أي وقت لا خلال الحروب ولا خلال الانتفاضة ولا حتى خلال انتشار الأمراض، وبالتالي فإن ما يجري اليوم هو بصدق غير مسبوق”.
وكانت الطوائف المسيحية اتفقت على إغلاق الكنيسة أمام المصلين والسياح كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس كورونا.
وعكس ذلك بنفسه على احتفالات الفصح التي بدأت قبل يومين بـ”الجمعة العظيمة” ومن ثم سبت النور واليوم عيد الفصح.
فالصلوات داخل الكنيسة اقتصرت على ما لا يزيد عن 6 من كبار رجال الدين مع إبقاء الباب مغلقا.
وفي كل عام يتدفق آلاف السكان المحليين المسيحيين والسياح من أنحاء العالم إلى كنيسة القيامة للمشاركة في احتفالات عيد الفصح.
لكن في ظل كورونا كانت الشوارع في المدينة فارغة تماما من السكان والسياح، فيما أغلقت المحال التجارية والفنادق التي كانت تنتعش في فترة هذا العيد.
وقال نسيبه” لا يسمح بدخول الكنيسة إلا لعدد محدود جدا من رجال الدين لغرض القيام بصلوات مقتصرة يتم بثها على شبكة الانترنت”.
وتابع: “السكان الذين كانوا يحرصون على القدوم إلى الكنيسة منذ الساعات الباكرة لضمان الدخول يبقون الآن في منازلهم”.
ولفت إلى أن عائلته تتولى مهمة فتح وإغلاق الكنيسة منذ عهد صلاح الدين الأيوبي بموافقة جميع الكنائس التي ما زالت تحترم هذا الترتيب حتى الآن.
وأوضح “نحن العائلة المسؤولة عن فتح وإغلاق الكنيسة، وهناك عائلة مسلمة أخرى هي عائلة جودة مسؤولة عن الأمانة على مفتاح الكنيسة”.
وبيّن أن عائلته “تقوم بمهمة فتح وإغلاق الكنيسة وحراستها واستقبال كبار الضيوف عند وصولهم إلى الكنيسة مثل رؤساء الدول وقداسة بابا الفاتيكان وغيرهم من القادة الكبار”.
كما أن عائلة نسيبه ” مسؤولة عن ختم القبر المقدس في الكنيسة في يوم سبت النور” وفق وجيه.
متابعة / الأولى نيوز