كندا.. تفاقم فضيحة قبور مدارس أبناء السكان الأصليين
ازدادت مطالبات الكنديين بكشف الحقيقة عن التاريخ المؤلم للمدارس الداخلية لأبناء السكان الأصليين، التي أحدث الكشف عن قبور أطفال داخل حرمها صدمة كبيرة في البلاد.
وقال جيلان بيكار رئيس مجلس الأمم الأولى في كيبيك ولابرادور: “إنها بالتأكيد نقطة تحول… الناس أكثر استجابة الآن فهم يريدون معرفة الحقيقة عن هذا الفصل المظلم من التاريخ الكندي”.
وتم الكشف مؤخرا عن مئات القبور المجهولة في حرم عدد من المدارس المذكورة، حيث أرسل عشرات آلاف الأطفال من أبناء السكان الأصليين قسرا إلى مدارس دينية في أنحاء البلاد منذ أواخر القرن الـ19، وحتى التسعينات من القرن العشرين وفصلوا عن عائلاتهم وثقافاتهم.
وقضى الآلاف في تلك المدارس، وتعرض العديد منهم للاعتداءات، وفق لجنة تحقيق خلصت إلى أن الحكومة الكندية ارتكبت “إبادة ثقافية”.
وفي 2008، وجه رئيس الوزراء ستيفن هاربر اعتذارا نيابة عن الشعب الكندي عما شهدته تلك المدارس.
وقالت المواطنة ماري كريستين بوافان فورنييه البالغة 33 عاما: “كان متوقعا أن نكتشف في يوم ما شيئا كهذا”، معبرة عن صدمتها إثر اطلاعها على هذه الأحداث.
وفيما اختار كنديون الرد على الأنباء بدعم السكان الأصليين بالتبرعات المالية، صب آخرون غضبهم على السلطات الدينية.
وأكدت بروفيسورة الأنثروبولوجيا في جامعة مونتريال ماري بيار بوسكيه، أن اكتشاف القبور المجهولة مثّل صدمة كبرى للمجتمع الكندي
وقالت: “الناس أدركوا أن إرث المدارس الداخلية لم يكن فقط صورا بالأبيض والأسود لأطفال في صفوفهم في البلاد بل صار واقعا ملموسا”.
واعتبرت أن “هذه ليست الصورة التي كانت لدى الكنديين عن بلدهم.. إنها ليست بلدا يدفن فيه الأطفال سرا”.
وأضافت: “هم يعتبرون أن بلادهم ديمقراطية متعددة الثقافات، مع ماض منير ومساحات شاسعة وليس بلدا قائما على الإبادة.. أدركنا أخيرا أن ذلك خرافة.. إنها معلومات قاسية للغاية”.
ويرجح الخبراء أن قرابة 150 ألف طفل التحقوا بتلك المدارس، وأن أكثر من أربعة آلاف منهم قضوا فيها.