كم ( فولتير ) في العراق ؟؟
مازن صاحب
يعتقد جمهور كبير ان التداول السلمي للسلطة هو جوهر النظام الديمقراطي ..فيما واقع الحال ان الدفاع عن حرية الرأي والمعتقد والرأي المقابل يعد الخطوة الأولى في السلوك المجتمعي والسياسي للديمقراطية .لذلك يمكن طرح سؤال بسيط كم ( فولتير ) عراقي اليوم مستعد للدفاع عن حق من يعارضه في الرأي في حرية الإفصاح عن رأيه من خلال البث العام ومواقع التواصل الاجتماعي. ؟؟ فولتير .فيلسوف فرنسي عاش عصر التنوير ويعد منهجه في الدفاع عن حقوق معارضيه في الرأي ومقولته ان مستعد للدفاع حتى عن حق صاحب الرأي المعارض ان يقول كلمته .غي عراق اليوم بعد ١٨ عاما على التداول السلمي للسلطة من خلال صناديق الاقتراع ..لم يتحول السلوك المجتمعي من نموذج التطبيقات الدكتاتورية الى نموذج قبول الاخر والتفاعل من اجل عراق واحد وطن الجميع ..واقتصرت الديمقراطية التوافقية التي تحولت إلى مفاسد المحاصصة على بلورة دكتاتوريات جديدة بعناوين الدفاع عن مقدسات فكرية بمفهومي البيعة والتقليد وهكذا تحول الحصول على مناصب عليا في الحكومة الى تكوين دكاكين لوعاظ مفاسد المحاصصة يلعنون فيها الدكتاتوريات السابقة ويمدحون الدكتاتوريات الجديدة بشتى العناوين!! لا اعتقد ان غياب هذا النموذج( الفولتيري) عن الثقافة المجتمعية والسياسية وحتى ضمن إطار ما يعرف بالنخب الاكاديمية والمثقفة الا نتيجة لتغانم السلطة بدلا من العمل على بناء الدولة… وهكذا غيبت ويراد ان تغيب الاصوات الرافضة لمفاسد المحاصصة وثقافة المكونات الطائفية والقومية وتضايقت اعداد الاغلبية الصامتة في انتظار مرحلة منشودة من التحول نحو تطبيقات ديمقراطية حقيقية .هل مطلوب منا كسر اقلامنا والصمت تحت وابل التهديد من هذا الطرف او ذاك فقط لأني اختلف معه في مواقفه السياسية ..بل وصل التهديد الى طلقات كاتم الصوت !! الجواب عندي .. مهمة المثقف ان يقول كلمته ويمضي ..ما دام مؤمنا ان ((عراق واحد وطن الجميع )) لا يمكن ان يتحقق من خلال تزايد الصمت على مفاسد المحاصصة ووعاظها بل في كشف الامور كما هي امام الجمهور ليتعرف على مثالب هذه المفاسد وما انتهت اليه ..شاء من شاء حتى لو وضع كاتم الصوت في فمي !! فخسارة حياة صحفي وكاتب سياسي مدني …ليست بالكثير من اجل عراق واحد وطن الجميع ….يبقى من القول لله في خلقه شؤون!!