“كلب” إيلون ماسك
حمزة مصطفى
معظم أفراد مايسمى المجتمع الراقي أو مجتمع النخبة له حساب على موقع “تويتر” أكثر مواقع التواصل الاجتماعي نجومية وشهرة.
كل الأوامر التي يصدرها القادة والزعماء في العالم تأتي في الغالب على شكل تغريدات عبر “تويتر”. دونالد ترمب أعلن “صفقة القرن” عبر تويتر. ماكرون طالب صديقه فلاديمير بوتين إيقاف الحرب الروسية على أوكرانيا عبر تويتر.
ميركل أعلنت تنحيها عن منصبها مستشارة لألمانيا عبر تويتر.
كل التهاني والتعازي والتعبير عن المواقف والمديح والنقد عبر تويتر.
رجل الأعمال الأميركي وبطل الذكاء الصناعي ومؤسس شركة تسيلا أعجبه موقع تويتر فتقدم الى شرائه بمبلغ 44 مليار دولار.
إرتفعت قيمته السوقية حتى عندما عاقب ترمب وأخرجه من المنصة ليؤسس ترمب منصته الخاصة ولم يعد حتى بعد أن سمح له العهد الجديد بالتغريد ثانية.
كل الجدل الدائر الآن في العراق بشأن “المحتوى الهابط” منصته الرئيسية تويتر وتليها باقي المنصات. لماذا؟ لأن من يسمون بالنخبة لديهم حسابات في تويتر ويفخرون بعدد متابعيهم ومتابعي تغريداتهم حتى تلك الهابطة منها بل ومنها من يمكن تصنيفه بانه الأكثر هبوطا من محتويات أم فهد وصجمة وسعلوسة.
لكن كل هذا بـ “صفحة” وما أقدم عليه إيلون ماسك بـ “صفحة” حين قرر التنحي عن رئاسة منصتنا المحبوبة التي نفتخر بأننا ننتمي اليها غصبا عن فهد وسعلوسة وصجمة وهي تويتر ليخلفه كلب في رئاستها.
يعني نحن مستخدمو تويتر من أعلى واحد فينا الى آخر واحد يقرر مصيرنا تويتريا كلب. نعم “فلوكي” وهذا هو إسمه. ليس هذا فقط, فهذا الكب الشحيبري بلغة عادل إمام صاحب مقولة “وللكلاب حظوظ” التي تفوقت على معظم مقولات هلموت كول, وأنور السادات, وأنورخوجة ,وغورباتشوف, وحسن جوليد, والمختار ولد دادا, والداي لاما, وشي جينينغ ,وبرويز مشرف, والحبيب بورقيبة إرتفع سعر عملته الرقمية المشفرة بنسبة 40% عندما تسلم منصبه الرفيع رئيسا تنفيذيا لتويتر.
فلوكي إذن محظوظ مرتين, مرة بمنصبه الرفيع ومرة بقيمة عملته التي إرتفعت بلا مزاد ولا منصة. كيف نصنف هذا المحتوى؟ هابط أم راق؟
ماهي معايير هبوطه إن كان هابطا؟ وماهي سمات رقيه إن كان راقيا؟ هل ينطوي تعيين كلب رئيسا لمنصة عالمية شهيرة إهانة لنا نحن الذين لدينا حسابات في تويتر ونسعى لتنميتها عبر زيادة عدد متابعينا؟
أم أن “فيكة” ماسك هي جزء من ذكائه الصناعي الذي إنفرد به بحيث أصبح ليس أغنى رجل في العالم بل أول ترلياردير في العالم؟ لو أجاب ماسك عن أسئلتنا بخصوص ما أقدم عليه ربما تكون الإجابة أن الأرقام تتحدث, إذ ما أن تم تعيين فلوكي إرتفع سعر العملة المشفرة وهو مايبحث عنه صنايعيي مثل ماسك الذي يريد .. تسليع كل شيء.. شاء من شاء وابى من أبى.