كشف النقاب عن الثالوث المحرم
الكاتبة : علا الجبوري
الدين الجنس السياسة .. مسائل كانت ولا زالت محرم التحدث بها سواء في المجالس العامة او الشخصية او حتى على صعيد الفكر .
على الرغم من التفتح الاعمى الذي طالنا دون سابق انذار الا اننا نجد ان تحجيم الحديث عن هذا المثلث مازال محرما وكأن التقدم لم يطاله بعد .ما يثير السخرية هو حديث النفس عن هذه المواضيع والحاجة الدائمة لايجاد اجوبة تثبط الحيرة وتقتل لصوص الفضول فينا .
سعى المفكرين في السابق لتخطي هذا الحاجز وجعل الحديث عن مثلث المحرمات هذا متاحا وايصاله الى المجالس والحوارات دون خوف من النقد او التهجم او السخرية .بعضهم باتت محاولاته محض هباء وبعضهم لم تصل نداءاته ابعد من مجلسه .
وما يدعو للقلق ان هناك ضرورة للتحدث في هذه المواضيع لانها اساس وعصب الحياة ولا غنى عنها لاي فرد او دولة او طائفة .فلا حياة تدوم دون الجنس ولا دولة تتاسس دون سياسة ولا جنس وسياسة ودين يسيرون بالطريق الصحيح الا بالفهم العميق لماهيتهم .وهذا ان دل فانه يدل على اهمية وحاجة لفهم كنه هذه الاعمدة الثلاثة حتى وان رفض غيرنا التحدث بها تحت اي ذريعة فهي ليست الا ذرائع واهية واهمة لا توصل لشيء.
نبدا بالدين والذي يعتبر من اكثر اصنام المحرمات خوفا من الخوض فيه حتى لو كان على سبيل التعرف عليه والاستفسار عن خباياه فنجد الف حاجز يمنعنا من الوصول الى الفهم الصحيح والف يد تعيدنا الى القاع الذي يبعدنا اكثر عن الدين مع ان نصوص القران الكريم خالية تماما من اي تحريم لمن يريد ان يتعمق في فهم الدين او الحديث عنه في اي وقت ومكان لكن بني البشر يضعون الف مانع وعارض لعدم الخوض فيه تارة من اجل التستر على التفسير الاعمى لبعض النصوص والتي وان كشف تفسيرها الصحيح فسوف يشرق الضوء على التفسيرات الخاطئة التي اغرقونا بها لعقود ورسموا حولها هالة لعدم التصحيح لانها تلائم مصالح اشخاص معينة بحد ذاتها وهم من يتخذون الدين غطاء لجرائم محرمة بنصوص واضحة لكن تفسيرهم هذا اعطاهم فرصة لتحليل ما حرم الله .
اما على صعيد الجنس فان الحديث فيه اصبح اخطر من الحديث في السياسة لان الحديث بالسياسة حق مشروع ومطلق لكن الجنس له الف خط احمر مع ان الجنس هو اساس الحياة وبدونه ينقطع الوجود على الارض .
ونرى هذا التحريم والتجريم يبدا من الاهل وصولا الى الاعلام والحكومة ورجال الدين ومن يتجرا على الحديث فيه فهو شخص لااخلاقي وغير محترم حتى وان كان يتحدث بدافع التوعية .ولهذا التكتم اضرار كثيرة سواء على الصعيد الشخصي او العام لان الجهل بالمخاطر هو خطر اكبر واذا كان مسموح للفرد بان يتغاضى عن التفقه بالدين او الغوص بالسياسة لكن غير مسموح له انكار المعرفة الجنسية والتي تعتبر من اكثر الثقافات المهمة واكثرها احجابا .
مقولة شارلي شابلن في الجنس تلخص لنا هذا المحور حيث قال (نحن نكره رؤية الدم مع انه يجري في عروقنا ونخاف من الحديث في الجنس مع انه يسير ويكبر وينام معنا ).وبهذا نضع الف خط وخط لتوضيح خفايا الجنس وان كان ليس بجراة عمياء او خادشة للحياء ولكن ليس بتعتيم يدعو الى السخرية من انكارنا لما كان سبب في وجودنا ..
اما السياسة فقد بات التعبير عن الاراء السياسية سبب من اسباب الموت الشائعة والتي اصبحنا لا نستغرب اذا سمعنا بان احدهم مات لقوله راي سياسي معين بل العكس اصبحنا نقول ولماذا تكلم لو كان صامت كغيره لابقى على حياته .في سخرية مزعجة نخاف من نقد السياسين وتغليطهم او اظهار تقصيرهم ومحاسبتهم وكانهم مقدسين منزهين لا يجب وضعهم في قفص الاتهام حتى لو كانت جريمتهم هي قتل المجتمع باكمله مع انهم مجرد موظفين لدى الشعب مهمتهم التي ياخذون عليها مرتب كبير هي خدمة المواطن وتوفير وسائل الراحة والحياة الكريمة وليس تقديم الحياة الكريمة لانفسهم ولعوائلهم دون ان يلتفتوا الى من وضعهم في مقاعدهم السياسية واعطاهم حصانة . ومابين خوف من النقد وتخويف منه ضاع الحساب وسلم المجرم من العقاب وضاعت هويتنا النقدية وبدانا نسير نحو القطيع الذي لا يعارض ولا يناقش ولا يتسائل ولا يطلب .كسرنا للاصنام الثلاث هذه وتفريق مثلث الخوف يبدا عندما نتجرا على طرح اسئلة ولا نخاف من السؤال مهما كان حتى لو كان يتعدى حد العقل فما للعقل من حد او مدى وما للفضول من رادع ولا يقف امام المعرفة اي فاصل سوى الخوف وما يردع الخوف سوى الجراة .