كأني به يقول : كلما سكتت ألسنتكم و كفت عن ذكراسمي كلما كنتُ بخير و سلام !
الكاتب مهدي قاسم
1ـ
نحن المقصرين بحق الوطن و ليس بالعكس سيداتي
سادتي الكرام :
عندما تضيق الأمور على بعض منا يقوم بتوجيه لوم مرير
للوطن و من ثم تحميله كل مسؤولية الفشل والمصائب والكوارث والفواجع ، دون أن يخطر على البال أن الوطن هو أرضنا نحن جميعا .. أي أرضك أنت و أنا وهو وأنتم و نحن و هم والخ..
و كما هو معلوم عند الكثير أن الوطن لا يّبنى و يُشّيد
إلا بسواعد الجميع و تحديدا بجهدهم و تعبهم و عرق جبينهم جميعا ، ولكن بالأخص بتمسكهم و تضمنهم فيما بينهم ، وليس بتناحرهم و تنازعهم ، إذ لو شمرنا نحن العراقيين عن سواعدنا مثلما فعل الألمان واليابانيون ـــ على سبيل المثال و ليس الحصر ــ بعد نهاية الحرب
العالمية الثانية ، لأصبح وطننا متقدما و مزدهرا مثل وطنهم ، ربما أفضل بكثير ، لأننا نملك ثروات طبيعية متعددة كالنفط و النهرين و الأرض الخصبة والمناطق السياحية في الشمال و كذلك في أهوار الجنوب ، إضافة إلى ثروة النخيل وغيرها ، فضل عن آلاف من عقول علمية
وأكاديمية و ثقافية ..
لذا فمن يحق له أن يلومنا هو الوطن وليس بالعكس !..
2 ـــ انتقاد الطائفية بنبرة طائفية
لماذا يحدث أنه عندما نكتب عن جرائم الميليشيات ” الشيعية
” البلطجية تهطل على منشوري أو مقالتي ” أمطار ” لايكات و تفاعلات و تعليقات من كل حدب و صوب ، بينما إذا كتبتُ عن جرائم داعش أو النظام السابق فيطل على منشوري موسم جفاف و يباس ولا تمطر إلا قطرات من صوب واحد ؟! ..
ولكن المثير أو الطريف من كل ذلك هو أن يقوم بعضهم
بنقد الطائفية و…
و لكن بنبرة طائفية واضحة و منحازة ، سواء كم هذا الطرف
أو من الطرف الآخر ..
3 ذبّاحون و قتلة باسم الله :
ـــ لماذا كل ” جماعات ” الله و أحزاب الله وألوية الله
و جند الله وعصائب الله و أشبال الله و شباب الله وبوكو حرام الله ، فكلهم قتلة وذبُاحون ، وهم بذلك أقرب إلى عصابات إجرامية متوحشة منها إلى رجال صالحين و فاعلي خير من أجل الله ؟ ..
إذ إنهم يقتلون و يذبحون باسم الله ويغتصبون نساء غير مسلمات
باسم الله و يسرقون المال العام والخاص باسم الله ويخطفون ويأسرون باسم الله و يذبحون و يهجرّون الأقليات الأخرى باسم الله و يحكمون باسم الله أيضا ؟ ..
ولكن بدون أي توكيل من الله ..
و كأنني أسمع أحيانا صوت الله يخاطبهم غاضبا ، مستاء
، ساخطا من وحشيتهم و بربريتهم الهمجية التي يرتكبونها باسمه :
ــ دعوني وشاني يا ملاعين الأرض كلما كفت ألسنتكم عن ذكر
اسمي كلما اصبحت أنا بخير و سلام .