كأنما سيناريو داعش تكرر في أفغانستان !
بقلم مهدي قاسم
كنتُ قد كتبتُ مؤخرا في إحدى مقالاتي ، تعليقا على سرعة سيطرة حركة طالبان على المناطق الريفية ،ما معناه : أن عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان هي مسألة وقت فحسب ، فكنت أقصد حدوث ذلك ــ أي العودة إلى السلطة ــ على مدى عدة أسابيع أو شهور على الأقل ، متوقعا شيئا من مواجهات جدية بين الطرفين أي بين القوات الحكومية الأفغانية ــ بدعم طيران أمريكي ــ و بين عناصر حركة الطالبان ، فضلا عن وجود مقاتلي هذه الحركة في جبال بعيدة عن العاصمة كابول ومدة وصولها إلى كابول قد تستغرق وقتا ليس قليلا .ولكن المفاجأة هو بروز قادة وعناصر طالبان في كابول بين ليلة وضحاها ، للقيام بعملية تسليم واستلام مقاليد السلطة ، وبهذه السرعة العجيبة ، فكل ذلك يوحي بأن المسألة كانت مرتبة مسبقا بين الإدارة الأمريكية وحركة طالبان من جهة و بين سلطات كابول من جهة أخرى ، لكي تجري الأمور على هذا النحو الذي شاهده العالم مذهولا من هول الحدث وسرياليته السوداء ،عالما أن المسألة برمتها ليست غريبة ، وبالأخص السيناريو ذاته الذي سبق وأن تكرر في كل من فيتنام طبعا ، ببطولة أمريكية معروفة ، وكذلك في العراق أيضا وأن كان بترتيب أمريكي غير مباشر ، حينما استولت عناصر داعش الإرهابية على عدة مدن عراقية بكل سهولة ، بل ودون أية مواجهة جدية تذكر ..ومثلما في فيتنام حيث قامت الإدارة الأمريكية بعملية غدر التخلي عن أنصارها وأتباعها الفيتناميين ، فإنها فعلت نفس الشيء مع أنصارها وأتباعها الأفغان ، الذين رأينا كثيرا منهم كيف يتدافعون في مطار كابول للصعود إلى الطائرة هروبا من مذابح طالبان بعضهم متشبثين حتى بأجنحة الطائرة حيث يتساقطون فيما بعد عندما ترتفع الطائرة إلى عمق السماء ، في مشهد مثير وكأنه يحدث في أفلام وليس في صلب الواقع الكارثي الرهيب المشهود بالعين المجردة ..أجل …….أنه الوغد الأمريكي الغدار ــ كالعادة ــ يحتل بلدانا باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان ثم يتركها ــ فيما بعد ــ عبارة عن خرائب و مشاهد دمار وفصول جحيم طويلة مصحوبة بمذابح وأعمال قسوة وهمجية ..