قنبلة أم طائرة مسيرة؟.. 3 فرضيات تعزز استهداف نطنز الإيرانية
بعد اعتراف إيران، بوقوع أضرار كبيرة جراء حادث منشأة نطنز النووية بمحافظة أصفهان (وسط)، ظهرت فرضيات جديدة بشأن الانفجار وأسبابه، أبرزها احتمال استهداف المنشأة بقنبلة من الداخل.
وقال مسؤول استخباراتي شرق أوسطي مطلع، لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم على مجمع نطنز النووي، الخميس، باستخدام قنبلة قوية، وهو ما أكده مصدر مطلع في الحرس الثوري الإيراني، قال إن متفجرات استخدمت في الهجوم.
واعترفت طهران، الأحد، بأن حريقًا في موقع تخصيب الوقود النووي الرئيسي في البلاد تسبب في أضرار كبيرة، ما أدى إلى تراجع البرنامج النووي الإيراني لمدة شهور، بعد أن قالت في البداية إن الدمار كان طفيفًا.
وتركزت الشكوك في إيران على إسرائيل والولايات المتحدة اللتين خربتا البرنامج النووي في الماضي وتعهدتا بمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.
وقال عضو بفصائل الحرس الثوري الإيراني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل والولايات المتحدة استخدمتا في الماضي هجمات إلكترونية لإلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني، ولكن استبعد ذلك كسبب في هذه الحالة.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أنه على الرغم من عدم وجود طريقة للتحقق من تورطها بشكل مستقل، فقد أظهرت شبكة الاستخبارات الإسرائيلية قدرتها على ضرب قلب إيران، واقتحام مستودع في طهران عام 2018 وسرقة نصف طن من السجلات السرية التي توثق المشروع النووي الإيراني وإخراجها من البلاد.
وأعطت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد العديد من هذه السجلات للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع العديد من الأدلة الجديدة التي ربما تخفيها إيران بشأن المعدات والمواد الخام المحظورة.
ورجحت الصحيفة أنه إذا كان الضرر الذي أصاب المنشأة النووية هجوما شنته قوة أجنبية، فإنه يؤكد ضعف إيران بعد خنق اقتصادها بسبب العقوبات التي تفرضها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتضررها من جراء جائحة فيروس كورونا كوفيد-19.
ولفتت إلى أن طهران تزداد عزلة على الصعيد الدولي، وحتى الدول التي عارضت الإجراءات الأمريكية ضد إيران انضمت مؤخرًا إلى اتهامها بإخفاء نشاط نووي عن المفتشين الدوليين.
في المقابل، كان رد المسؤولين الإسرائيليين، غامضا، الأحد، عندما سئلوا عن إمكانية التورط في هجوم على منشأة نطنز الإيرانية، على الرغم من أنهم شددوا على خطورة حيازة إيران أسلحة نووية.
وقال وزير الدفاع، بيني جانتس، في مقابلة إذاعية مع هيئة البث الإسرائيلي “مكان”، إنه:” يمكن لأي شخص أن يشك فينا في كل شيء وفي كل وقت، لكنني لا أعتقد أن هذا صحيح”.
وأضاف “ليس كل حدث يحدث في إيران مرتبط بنا بالضرورة”، بينما لم ينكر تورطهم في انفجار نطنز.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، في مؤتمر عقدته صحيفتا “معاريف” و”جيروزاليم بوست” الأحد، إنه :” لا يمكن السماح لإيران بامتلاك قدرات نووية. ولتحقيق هذه الغاية نتخذ إجراءات من الأفضل تركها دون أن تُقال”.
في الأشهر الأخيرة، كانت هناك عشرات الأحداث، بما في ذلك الحرائق، في المجمعات الصناعية في إيران، ونُسبت أيضًا إلى إسرائيل على نطاق واسع.
لكن مسؤول الاستخبارات الشرق الأوسطي، الذي قال إن إسرائيل مسؤولة عن الانفجار، قال إنها لا علاقة له بالحوادث الأخيرة الأخرى.
بينما قال عضو الحرس الثوري إن المحققين يدرسون في احتمال استهداف نطنز، الخميس، بصاروخ كروز أو طائرة مسيرة، فإنهم يرون أنه من المرجح أن شخصًا ما حمل قنبلة إلى المبنى.
وأشار إلى أنهم لا يعرفون حتى الآن كيف ومتى تسللت المتفجرات، لكن الهجوم أظهر بوضوح وجود فجوة في أمن المنشأة، والواقعة ستسرع على الأرجح الخطط الرامية إلى نقل المزيد من أكثر المنشآت حساسية في إيران تحت الأرض.
وبموجب الاتفاق النووي لعام 2015 مع الولايات المتحدة والصين وروسيا والقوى الأوروبية، وافقت إيران على التخلي عن الكثير من عمليات اليورانيوم المخصب والحد من مستوى التخصيب وعدد أجهزة الطرد المركزي التي تعمل فيها.
ولكن منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الصفقة وفرض عقوبات مدمرة على إيران، صعدت طهران برنامج التخصيب إلى ما هو أبعد بكثير من الحدود التي تفرضها الاتفاقية.
الاولى نيوز – متابعة