(قمة جدة) تناقش تحديات الامن والتنمية في المنطقه العربية
إحتضان المملكة العربية السعودية في( 16 يوليو 2022) ” قمة جدة للامن والتنمية ” في مدينه جدة، التي دعا اليها خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود ) والذي جميع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية مصر العربيه والاردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية.
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (نايف فلاح مبارك الحجرف) عن مدى أهمية إنعقاد قمة جدة للأمن والتنمية بشكل عام، ومن جانب اخر شدد الحجرف على ما تمثله هذه القمة من منصة اقليمية ودولية لتناولها ملفات مهمه، منها الأمن وتحدياته ومجالات التنمية وتطلعاتها؛ ولتكامل الجهود نحو تعزيز الامن والاستقرار والتطور والازدهار في المنطقة والعالم، ولاسيما في ظل ماتشهده من تحديات متسارعة وعلى المستويات والمجالات كافة.
يمكن القول من خلال هذه المبادرة التي قامت بها المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولى عهده للدعوة لهذه القمة، التي تعكس الدور الرئيسي والريادي للمملكة التي تتولى هذا العام رئاسة الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، وفضلا عن إيمان مجلس التعاون بدوره البناء والمحوري كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة، وكنموذج مميز للتنمية الشاملة والاقتصاد الناجح، والسير نحو المستقبل من خلال تعزيز مكانته وحضوره على الساحتين الاقليمية والدولة.
وخرجت قمة جدة للأمن والتنمية التي اختتمت أعمالها في المملكة العربية السعودية بتوصيات وصفها الخبراء بالناجحة، بعد اتفاق وتأكيد المشاركين فيها بمواجهة الازمات الاقتصادية واحتواء ملفي النفط والامن الغذائي وترسيخ السلام في المنطقة وحل القضيه الفلسطينية .
وطُرحت في هذه القمة مجموعة من المبادرات اهمها ( مبادرة السلام والتنمية في المنطقة) التي من بينها “مبادرة العراق” التي اطلقها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، المتعلقة بإنشاء بنك الشرق الاوسط للتكامل والتنمية من خلال شراكة بين دول المنطقة واستثمار اموال الفائض النفطي حيث لاقت ترحيباً من المشاركين.
في ختام القمة اشار وزير الخارجية السعودي ( فيصل بن فرحان) على ان العراق يمارس دور مهم في تقريب وجهات النظر بين الدول، و اوضح ان المحادثات مع ايران لم تصل الى تفاهمات مناسبة؛ مبيناً ان القمة ركزت على الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يتم التطرق الى اي شيء من التعاون العسكري او التقني مع اسرائيل، او الحديث عن ناتو عربي بل طرحنا دفاعا مشتركا.
وأشار ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) الى عقد اتفاقية الربط الكهربائي بين العراق والسعودية والخليج؛ ومن خلال افتتاح القمة اوعز الى”متفائلون بما حققه العراق” خلال المدة الاخيرة من اجل تحقيق الرخاء والاستقرار لشعبه؛ مبينا ان القمة تعقد في وقت يشهد العالم تحديات كبيرة فيه.
ويمكن القول ان الاقتصاد العالمي مرتبط ارتباط وثيق بإستقرار اسعار النفط، إذ يجب الاستمرار بضخ وإستثمار وارداته، ونؤكد ايضا على دور دول المنطقة بالتعاون فيما بينها وعدم السماح بالتداخلات الخارجية في شؤونها؛ وذلك لان استقرار المنطقة يتطلب حلولا سياسية، خاصة في سوريا وليبيا.
كما شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال القمة على “اهمية دعم جهود تطوير التعاون لأزمتي الغذاء والطاقة” ودعا الى “اعادة صياغة القوانين التي تحافظ على الأمن المائي، وإنه لابد من تكثيف الجهود للوصول الى حل نهائي للصراعات وتحقيق السلام، ويجب الاستمرار في التصدي ومواجهة الارهاب في المنطقة ومن يدعمه بالمال والسلاح”.
كما اكد العاهل الاردني (عبدالله الثاني) “ان لا أمن، لا استقرار، ولا إزدهار دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية؛ لتعيش بأمن وسلام الى جانب اسرائيل”.
كما بحث الكاظمي في اطار اللقاءات الثنائية على هامش القمة مع بايدن عدد من القضايا الاقليمية، وإتفقا على ان ( العلاقة بين العراق والولايات المتحدة) تستند الى المصالح المشتركة، وتعزز من سيادة العراق وسلامة اراضيه وامنه واستقراره، والالتزام بتقوية الشراكة الثنائية بالنحو الذي يصب في “مصلحة البلدين”.
كما وقعت وزراتي الكهرباء والنفط العراقية على هامش القمة اتفاقيتين للربط الكهربائي، (الاولى وقعت بين الكهرباء وهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي) والتي ستربط بين شبكة الربط الخليجي وشبكة جنوب العراق؛ اما الاتفاقية الثانية والتي وقعها وزير النفط (إحسان عبدالجبار) مع نظيره السعودي (عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز) “تضم محضرا تنفيذيا خاص بمبادئ الربط الكهربائي بين الرياض وبغداد”.
في الختام أكد الخبراء ان مخرجات القمة التي عقدت في جدة والتي وصفوها بالناجحة، ممكن ان تسهم في استقرار المنطقة، وتحقيق الشراكة والتعاون بين بلدان المنطقة وبما ينعكس إيجابيا على شعوبها.
م.م. سما طاهر