قرار قصف المطار المدني
د. فاتح عبدالسلام
قصف أي مطار مدني، مهما كانت الاسباب، وحتى في زمن الحروب الكبيرة هو جريمة لا يمكن فصلها عن جرائم الحرب. اللافت انّ المتمردين الحوثيين الذين قصفوا مطار أبها السعودي وحرقوا طائرة مدنية، يحظون باهتمام أمريكي كبير من الادارة الجديدة وهناك عمل دؤوب بالساعات وليس الايام، لحذف اسمهم من قائمة الارهاب من أجل تمهيد تسوية سياسية في اليمن التي تشتعل فيها حرب بلا نتيجة، كما انّ الخطوة الامريكية تهدف الى تسهيل وصول مساعدات الاغاثة لملايين تحت خط الفقر ويواجهون ظروفاً صعبة في الصحة والامن الغذائي .التصعيد الجديد، سبقه تصريح من الحوثيين يشير الى امكانية التوقف عن قصف الاراضي السعودية اذا قرر التحالف ايقاف القصف ضد أهدافهم. يبدو انَّ أكثر من لغة يتم تداولها في الملف اليمني الشائك، وانّ من الصعب وضع أي تصريح في سياق موضوعي لأنّ المتغيرات يومية، وتنسف بسهولة كل شيء .واشنطن قالت بعد القصف أنها تطلب من الحوثيين وقف القصف ضد اهداف داخل السعودية فوراً، وتلك لغة لا تقدم ولا تؤخر . كما انّ التوجه الامريكي لاقناع السعودية بوقف الحرب من جهتها ليس عملاً سهلاً ، لأن هناك طرفاً أساسياً هو ايران يمسك بزمام الامور الفعلية للقرارات في صنعاء، ولابدّ من حلقة وصل ايرانية سعودية قبل الذهاب الى تسويات نهائية، وهذا ما تطرحه طهران عبر الوسيط الكويتي وسواه من اجل حوار مباشر بعيداً عن الادارة الامريكية لتبني الحلول الذاتية للمنطقة . الطروحات تبدو منطقية للاطراف الثلاثة ايران والسعودية والحوثيين، لكن ليس مهماً أن تكون منطقية بقدر اهمية الحاجة لدخولها على خط التوافق الجوهري من أجل ان تضع هذه الحرب أوزارها.في غضون ذلك، أظن انَّ الرياض انتبهت الى ضعف الادانات العربية، والخليجية لقصف مطار مدني سعودي. تلك مسألة ليست عابرة أبداً.ثمّة مجال لتصعيد لا سيطرة عليه في حرب اليمن،إذا لم تتم خطوات سريعة، يعرف المتصارعون ،ما تكون وكيف يمكن اتخاذها؟