قراءة في بيان المرجعية الدينية العليا
قراءة في بيان المرجعية الدينية العليا – محمد حسن الساعدي
لم تدخر جهداً المرجعية الدينية العليا في بيان موقفها من المواقف العامة والخاصة في العراق بعد عام 2003، وعلى الرغم من تاريخها الطويل إلا إننا سنقتصر في سطورنا هذه على الدور المهم الذي مارسته في ظل احتلال للبلاد ، وفوضى وتهديد داخلي وخارجي،فقد استطاعت على الرغم من التهديدات المستمرة للإرهاب أن توحد صفوف العراقيين جميعاً بمختلف انتماءاتهم،وتوجه الرأي العام الداخلي نحو هدف بناء الوطن والدولة معاً،فكانت المكونات العراقية جميعها تثمن هذا الدور وهذا الموقف الذي أستطاع إن يوجه بوصلة العمل السياسي نحو صندوق الانتخابات، وبغض النظر عن السلبيات والنواقص،وما تلاها من عمليات الفساد المنظم، إلا أننا يمكن إن نعتقد إن ما حدث من نقلة مهمة في الديمقراطية كان شي جيد،واهم ما يمكن الخلوص له هو التبادل السلمي للسلطة الذي يعد نادراً في عالمنا العربي والإسلامي .البيان الأخير للمرجع الأعلى سماحة الأمام السيد السيستاني كان لافتاً في مفرداته،فقد استخدم التشجيع والتحذير والإنذار للموطن العراقي في تأكيده على ضرورة المشاركة الفاعلة في الانتخابات، ومن خلال القراءة للبيان يمكن إن نستخلص مجموعة من الاضاءات أهمها :– المرجعية الدينية شجعت على المشاركة ولكن قرنتها بالواعية المسؤولة(يعني إن تكون على قدر المسؤولية في الانتخاب) .– المرجعية وضحت إن رغم الملاحظات إلا إن الانتخابات ما زالت هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى بر الأمان .– المرجعية الدينية حذرت الجمهور من تكرار الخطأ السابق، وان يأخذوا الدروس في الانتخابات(صوتك من ذهب)، وركزت على استغلال هذه الفرصة التاريخية في إحداث التغيير المنشود….– إبعاد الأيادي الفاسدة، وهو أمر واضح أن أي أيدي فاسدة وسارقة للمال العام ينبغي إبعادها عن المشهد الانتخابي ،وهو أمر يمكن إن ينجح بتكاتف الجهود الواعية في الانتخابات.اموال مسروقة– تحذير من تكرار نفس الاختيار في الانتخابات الماضية ، وهذا ما حصل فعلاً ( بلد منهار، وأموال مسروقة ومهربة للخارج، وسوء إدارة) .– طبعاً كررت قرارها بعدم الوقوف مع أي كتلة او شخص وان الأمر متروك للمواطن نفسه في الاختيار وبما يحقق الاختيار الصائب .– ركزت في سير المرشحين في دوائرهم ، وهي رسالة واضحة في عدم انتخاب من تلطخت أياديهم بدم الأبرياء ، او من سرق المال العام .– أنتخاب الصالح النزيه …– الحريص على سيادة العراق ومنع التدخلات بشأنه الداخلي ( التدخلات الداخلية والخارجية ) .– التحذير بعدم اختيار غير الأكفاء او المتورطين بالفساد أو أطرافاً لاتؤمن بثوابت الشعب العراقي الكريم او تعمل خارج أطار الدستور (الأحزاب والتيارات المنفلتة التي تعمل خارج نطاق القانون) .– التأكيد على دور المفوضية العليا بالعمل على نزاهة الانتخابات ومنع تدخل المليشيات المنفلتة، وإبعاد العصابات المنظمة عن أي تأثير للانتخابات القادمة وبما يحقق نزاهتها .يبقى شي مهم أن على العراقيين جميعاً أنتخاب العراق وحده دو غيره، والذهاب إلى صناديق الاقتراع بثقة عالية في انتخابا الكفوء النزيه، والبعيد عن دوائر الفاسدين والقتلة ،وان يسعى جاهداً إلى إزاحة هذه القمامة التي جلبت الخراب والدمار للعراق وشعبه .