قراءة عجلى في الضربة الصاروخية ع المطار
رائد عمر
أمّا العجالة التي توجب الإختزال والإيجاز في هذه القراءة , فإنَّ عماية قصف المنطقة او الجزء المخصص للوحدة العسكرية الأمريكية في مطار بغداد يمكن ان يتكرر , ولربما لأكثر من مرّة , وهذا ما يجعل الإستقراء وعملية القراءة ناقصة او فقيرة ! , ولعلّ القصف لايحدث ثانيةً ايضاً , وهذا مرجّح الى حدٍ ما فقط في المدى المنظور .يصعب الربط ” من ناحية التوقيت ” أن تكون المسافة الزمنية بين تفجيرات ساحة الطيران وقصف المطار , هي يومٌ واحدٌ فقط , دون ان نزعم او ندّعي أنّ ذات الجهةً او المجموعة قد قامت بكلتا العمليتين , وخصوصاً أنّ سهام الإتهام في الإعلام قد تسدّدت نحو الدواعش في التفجيرات الأولى , بينما لم يجرِ تسديد اية نبالٍ تتهم داعش في قصف المطار , ويبدو هذا محال . وبالعودة الى محيط المطار المستهدف صاروخياً , فمن الملاحظ أنّ القصف لم يكن في هذه المرّة بصواريخ ” غراد ” كما حدثَ في قصف السفارة الأمريكية قرب نهاية السنة الماضية , حيث أنّ ” غراد ” اكثرَ دقّة في التصويب واشدّ فاعلية وذو مدى ابعد .وحيث أنّ الأمريكان يهمّهم عدم اصابة او قتل اي من جنودهم بالدرجة الأولى , وإذ مطلقي الكاتيوشا على ادراكٍ مسبق أنَّ منظومة الدفاع الجوي في المطار وفي السفارة سوف تحرف هذه الصواريخ عن هدفها او تدمّرها في الجو , فلذلك يمكن اعتبار عملية القصف الأخيرة هذه كنيران ازعاج غير مؤثرة , وربما قد يغدو الهدف او المقصود منها كرسالة تحذيرية للإدارة الأمريكية الجديدة لتعريض مصالحها للخطر , لاسيّما بعد التصريحات المتشددة لكلا وزيري الدفاع والخارجية الأمريكية الجديدين ضدّ طهران , وهما في الساعات الأولى للمصادقة على تعيينهما من قبل الكونغرس , ولا ريب أنّ ذلك ليسَ عبثاً .! على الصعيد العراقي , ومن الزاويّة الهشّة .! , فإنّ المنصّات التي تطلق صواريخ الكاتيوشا لا يمكن نقلها بسيارات الصالون , ولابد من حملها على عجلاتٍ او شاحناتٍ صغيرةٍ ومموّهة , فكيف يمكن قبول ان تجتاز هذه المركبات كافة ” نقاط السيطرة ” دونما تفتيشٍ او شكوكٍ استباقية ووقائية حسب او وفق التعليمات الأمنيّة المشددة , وهل يمكن ان يكون هنالك تواطؤٌ افتراضيٌ مثلاً .! , كما أنّ اجراءات رئيس الوزراء بإقالة عددٍ من القيادات العسكرية في بغداد , فإنّها تدعو حقّاً للتأمّل ومن دون معرفة او اعلان الأسباب التي تكمن وراءَ ذلك وتفاصيلها .!ومنْ ذات الزاوية الهشّة ! , وحيث أنّ مدى الكاتيوشات يتراوح من 5 – 7 كيلومتر , فإنّ المنطق والعقل لا يتقبّلان عدم القدرة على تأمين دائرةٍ دفاعية او رقابية يبلغ قطرها بهذه المسافة المذكورة اعلاه , وبوجود عددٍ هائل من القوات العراقية وتشكيلاتها وصنوفها من كلا الجيش والشرطة .!وفي الواقع ايضاً و وفق هذه الوقائع فإنّ هذه المقالة او القراءة السريعة تتقبّل مزيداً ومزيد , لكنّ ارتباط الحدث بما هو قادم قد يتطلّب بعض التأنّي , لكنّه تأنٍّ في حالة استنفارٍ نفسي وفكري وبما يستوعب اية مفاجآتٍ مفاجئة .!