قبل انطلاقة خليجي *25

حيدر صبي

ربما من سوء طالع العراق ان يتزامن موعد انطلاقة خليجي 25 في البصرة مع اسدال الستار على مونديال العالم الذي استضافته دولة قطر . ولذا علينا من الان التحضير لما سنسمعه ونشاهده من تنمر و( تحشيش ) من قبل العراقيين انفسهم قبل غيرهم من العرب وما سيطرح من مقارنة مؤلمة بين مونديال قطر وخليجي البصرة .

فالمشاهدات لازلت حية في الذاكرة البشرية حيث جغرافية المشيدات الباذخة اسقطت جمالها على رمة العين وهي تتلذذ بصور الملاعب الفخمة والأسواق والشواطئ والمدن الحضرية والابراج والمحميات والمتاحف وشوارع الهاي وي وسطوع الانوار الذي جعلت من وكالة ناسا الفضائية تلتقط صورة ما اسمتها بـ ” الجوهرة المستضاءة ” للعاصمة الدوحة .

فماذا ستلتقط ناسا من مشاهد ومعالم من مدينة البصرة سوى صورة لملعبيها اليتيمين ونهر ذابت حلاوة مياهه بمد لسان الخليج المالح في فمه .ماذا سيقع على العين من مشاهد سوى شوارع متهالكة وابنية قديمة محاصرة بدخان النفط والاتربة ودور للعشوائيات المشيد قسما منها من التنك , ومدارس متهالكة ومساجد لا معلم فيها , ومزابل تملأ الحواري ومياه آسنة تملأ الجداول , حينها ستبكيها العين وترمد ويدمى القلب من الوجع والروح يعتريها الحزن والكمد .كعراقيين اصبحنا نخجل ان نرفع اصواتنا كما كنّا نفخر امام الشعوب , وكيف لنا ذلك ونحن لا نمتلك ابسط مقومات العيش ولا نمتلك مَعلماً حَضرياً واحداً نستطيع ان نضاهي به بقية معالم دول المنطقة .لقد سئمنا من ترداد جملة ان ” لنا تأريخ وحضارة ” وسئمنا من ترداد مقولة ” اننا أبناء حضارة سومر وآشور واور واوروك وو .. ” بل واصبحنا نخجل من ملوكنا السابقين الذين بنوا لنا حضارتنا بعد ان قمنا بتخريبها وهد أساساتها بمعاولنا !!ربما سائل يسأل : لماذا تخلفتم عن الركب بعد ان كنتم في المقدمة ؟ هل هناك من رد سوى أن نقول له ” اننا استبدلنا ما هو خير بما هو ادنى , ساعة استبدالنا ( التمر ) الذي ولد من رحم النخلة العراقية بالكازو المولود من رحم اشجار الشرق , واستبدالنا للسدارة البغدادية بالبورنيطة الغربية .. ولذكر العلل شجون .

لا نريد لبطولة خليجي 25 الا النجاح فإما النجاح او النجاح , نعم فشلنا في اعمار مدينة الفيحاء , لكننا لازلنا نمتلك الإرادة لننجح في اخراج البطولة بصورة تكون لائقة على اقل تقدير, وفيما اردنا للعيون ان تطمس مشاهدات الصورة المشوهة للمدينة المنكوبة بعمرانها , وهذه ستتحق لحظة فوز اسود الرافدين ورفعهم لكأس البطولة في ملعب النخلة البصري .