في يوم الانتصار الميداني على داعش الإرهابي : ما الذي تغير ؟ .. لا شيء كثيرا
بقلم مهدي قاسم
جرت احتفالات في مناسبة حلول ذكرى يوم الانتصار على عصابات داعش الإرهابية مدانيا ، نقول ميدانيا لأن الانتصار على هذه العصابات الإجرامية لم تكن حاسمة ونهائية، بقدر ما كانت هذه العصابات على متواجدة في مواقع وجبهات ثابتة ومحددة قبل الانتصار حيث يمكن مواجهتها و ضربها ، و أصبحت بعد ذلك مختفية تتحرك بسرية تامة ، لتصبح في وضع أخطر مما قبل ذلك ، ولعل أبسط دليل على ما نقول هو قيام داعش بمئات من عمليات إرهابية مؤخرا مستهدفة ليس القوات الأمنية فقط وإنما بعض الأهالي المحليين الذين أما يرفضون التعاون معها أوأنهم وشاة ومخبرون حسب تصور هذه العصابات المارقة فتخطفهم وتقتلهم ..و يمكن القول أن كل ما حدث ما بعد الانتصار الميداني عليها هو انتقالها ــ أي داعش ــ إلى وضعها السابق قبل احتلالها لمدن ومحافظات عديدة ، أي الرجوع إلى هجمات كر و فر ، بغية استنزاف القوات الحكومية أولا ، لإثبات الوجود الداعشي تحت الأضواء الإعلامية ثانيا .. وهنا لابد من إشارة إلى أنه يبدو ستستمر هذه ” الحالة الداعشية ” الإرهابية لمدة طويلة ــ كفزاعة طيور في حقيقة الأمر ــ لكونها لا زالت و تبقى تشكل ورقة ضغط سياسية و أمنية ، بحاجة إليها دوما لجميع الأطراف السياسية المعنية بالأمر من لاعبين كبار و صغار ــ محليا و إقليميا ودوليا ــ في الساحة السياسية العراقية لاستخدامها لغايات ابتزاز وعقد صفقات سياسية للحصول على تقسيم مناصب و مغانم ، وبسط نفوذ وإشغال مواقع سياسية متقدمة .. بينما تركة داعش من أضراربشرية ومادية هائلة لا زالت شاخصة بكل فظاعة وقساوة : مدن مدمرة وآلاف عائلات مهجرة ، فضلا عن عشرات من ميليشيات برزت على أثر أو بذريعة محاربة داعش لتُفرض سطوتها الظلامية وبلطجيتها المسلطة على الأهالي كأنما كقوات محتلة بديلة عن عصابات داعش الهمجية .. لقد اختفت عصابات داعش الإرهابية لتحل محلها عصابات بلطجية من كل حدب وصوب وهي تتصرف بأسلوب جندرمة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ” السعودية ، ولكن ليس بالعصي والكرباج فقط إنما بالرصاص والتفجيرات وإطلاق الصواريخ أيضا !..