في عام الأزمة العاشر.. سكان سوريا وضجيج الأرقام
تكمل الأزمة السورية بتاريخه عامها العاشر، مخلفة مئات الآلاف من القتلى وأكثر من 12 مليون شخص بين نازح ومهجر، ومن دون ظهور إرادة دولية حقيقية لوقفها.
البابا فرنسيس وصف مؤخرا “الحرب الأهلية” الدائرة في سوريا منذ 10 أعوام بأنها “إحدى أخطر الكوارث الإنسانية في هذا العصر”، معربا عن الأمل في أن تحفز ذكراها العاشرة الجميع وتدفعهم إلى العمل لإيجاد “بصيص أمل” لهذا البلد المنكوب.
اللافت أن أغلب الأطراف الدولية تتحدث عن نتائج الحرب الدامية في سوريا طوال السنوات الماضية من دون أي إشارة لمن أوقد نارها وزادها حطبا ونفخ فيها بإرسال السلاح والذحائر والأموال إلى مختلف الفصائل المتمردة بما فيها شديدة التطرف، مكتفيا بإلقاء المسؤولية كاملة ومضاعقة على طرف واحد.
الأمر الهام في هذه الوقفة هو سكان هذا البلد العريق الذي علم البشرية الحضارة وكانت تربته إحدى دعائمها الكبرى.
الأرقام تتكلم وتعكس الماساة كاملة، وفيما كان عدد سكان سوريا في عام 2010 أكثر من 21 مليون نسمة، قدرت أعدادهم في عام 2020 بنحو 17 مليون ونصف المليون نسمة، وقبل ذلك في عام 2018 كان أقل بحوالي نصف مليون نسمة، ما يعني أن سوريا وعلى الرغم مما مرت به من كوارث ومأس بدأت في السنوات الأخيرة في السير إلى التعافي وإن ببطء.
وتقول إحصاءات الأمم المتحدة إن الحرب الطويلة في سوريا أسفرت عن إلحاق إصابات بـ 2.1 مليون شخص، والكثير منها إعاقات دائمة.
ومن جوانب هذه المأساة الكبرى، يرصد برنامج الأغذية العالمي وجود مليوني مواطن سوري في فقر مدقع، ومكابدة 13 مليون شحص داخل سوريا بحثا عن طعام يسد رمقهم في كل يوم.
وكان بو فيكتور نيلوند، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة في سوريا قد أعلن من دمشق مؤخرا أن “أزمة ثلاثية من العنف والبؤس الاقتصادي وجائحة كوفيد – 19 دفعت بالعائلات إلى حافة اليأس”.
تلك المأساة زادت من تبعاتها جائحة الفيروس التاجي، حيث يقول المسؤول في اليونسيف إن وباء “كوفيد – 19” وضع “عبئا إضافيا هائلا على الأطفال وأسرهم”.
وقال نيلوند بهذا الشأن إن الجائحة أثرت على الاقتصاد السوري، مع ارتفاع متوسط سعر السلة الغذائية بأكثر من 230% العام الماضي.
ولفت المسؤول الدولي في هذا السياق إلى تنامي ظاهرة تزويج الأطفال، وإلى اضطرار العديد منهم إلى العمل وبعضهم لم يتجاوز من العمر 7 سنوات، مشيرا إلي أن أكثر من نصف مليون طفل سوري دون سن الخامسة يعانون من التقزم بسبب سوء التغذية المزمن، إضافة إلى تضاعف عدد الأطفال الذين يعانون من أعراض ظاهرة للاضطراب النفسي والاجتماعي في عام 2020.
وعن المواليد الجدد، قال نيلوند إن نحو خمسة ملايين طفل ولدوا في سوريا على مدى السنوات الماضية، وإن مليون طفل آخر ولد في الدول المجاورة لسوريا، مضيفا قوله: “وهؤلاء هم ملايين الأطفال الذين لا يعرفون سوى الموت والنزوح والدمار”.
وأفاد المسؤول الدولي بأنه تم التحقق منذ عام 2011 من مقتل أو إصابة ما يقرب من 12 ألف طفل في سوريا، “أي طفل واحد كل ثماني ساعات على مدار السنوات العشر الماضية. كما نعلم جميعا، هؤلاء الأطفال الذين تمكنت الأمم المتحدة من التحقق من أنهم قتلوا أو أصيبوا، ومن المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير”.
وأشار نيلوند إلى جانب آخر من المأساة، لافتا إلى أن التعليم في سوريا يواجه الآن “واحدة من أكبر الأزمات في التاريخ الحديث. هناك حوالي 3.5 مليون طفل خارج المدرسة، 40% منهم فتيات”.
ويفيد تقرير لوزارة الدفاع الروسية بوجود 6740681 لاجئا سوريا في 43 دولة في مختلف أرجاء العالم، ويعرب 1.297.168 لاجئا يتوزعون على 15 بلدا عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم. ومن بين هؤلاء 645.128 لاجئا مقيما في لبنان، و458.021 لاجئا سوريا في الأردن، و70.04 بتركيا، وفي ألمانيا 60.115 لاجئا سوريا، ومن النمسا 103 لاجئين، وسويسرا 17، والعراق 847، واليونان 30372، والدنمارك 150، وهولندا 29244 وليتوانيا 30، ومالطا 541، وكندا 2517، والأرجنتين 18، والأوروغواي 24.