في الاول من تشرين .. موعد مع العراق
طارق الجبوري
يتهيأ المعتصمون الابطال في بغداد والمحافظات المنتفضة في الاول من تشرين المقبل باحياء ذكرى انتفاضتهم المجيدة التي انطلقت في الاول من تشرين اول من عام 2019 برغم التحديات والمصاعب التي واجهوها طيلة الفترة الماضية وحملات القمع المنظمة التي ما زالوا يتعرضون اليها من قبل عصابات مجرمة ناهيك عن حملات التشكيك التي ما انفكت تطال شباب العراق الغيارى .وبغض النظر عن مستوى نجاح الانتفاضة في تحقيق اهدافها التي لخصتها بشعار وطني كبير ( نريد وطن ) ، فان اهم ما ميزها هو كسرها حاجز الخوف وتاكيد قدرتها على مواجهة ممارسات الاطراف السياسية الفاسدة المناهضة لها واستمرارها بقتل وخطف المتظاهرين وحرق خيمهم وغير ذلك ، كما انها ولاول مرة تتجاوز القضايا المطلبية الملحة والمشروعة ووعيها بان كل ذلك مرتبط بتصحيح مسار هيكلية العملية السياسية المبنية على المحاصصة التي سمحت للاحزاب الاسلاموية بالهيمنة على السلطة طائفيا وتقاسم المنافع على حساب مصلحة الوطن والمواطن . ومع اقتراب موعد احياء ذكرى الانتفاضة يطرح البعض اسئلة بعضها بحسن نية واخرى تحمل نيات سوء مبطنة عن جدوى استمرار الانتفاضة الشعبية وضرورة منح رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي فرصة كافية لتحقيق ما وعد به خاصة وان هنالك بوادر بدأت تلوح بجدية محاربة الفساد والفاسدين وفرض هيبة القانون ومواجهة عصابات السلاح المنفلت ومحاولة وضع اسس لركائز انتخابات نزيهة مبكرة وغير ذك . ونعتقد بحسب رأينا المتواضع ان احياء ذكرى انتفاضة تشرين مهمة جدا للكاظمي اذا ما كان جاد فعلا في خطواته للتغيير وتحقيق مطالب الشعب المشروعة وهي تمنحه الدعم الشعبي الذي يحتاجه في مواجهة احزاب ما زالت تهيمن على مفاصل الدولة خاصة اذا ما عرفنا ان الكاظمي جاء بتوافق هذه الاحزاب وليس من دونها برغم انها اجبرت على اتخاذ هذا الموقف بعد ان لمست ان استمرار الانتفاضة بات يهدد وضعها . ومن هنا فان من مصلحة الكاظمي تشجيع تصعيد الانتفاضة الشعبية السلمية وحماية المتظاهرين وتوسيع قنوات الاتصال معهم ومصارحتهم فهم وليس سواهم من يستطيع ان يمنحه قوة المواجهة في معركة ليست بالهينة لتاكيد سيادة العراق نسبيا والوقوف بحزم ضد التدخلات الاقليمية السافرة في شؤونه .لايستطيع احد ان يلوم المواطنين ومن ضمنهم المعتصمين في ساحات العز والكرامة على عدم منحه الثقة الكاملة للكاظمي فقد اكتوا طيلة السنوات العجاف الماضية بالوعود والتصريحات والكلمات الفضاضة عن الاصلاح والتغيير برغم ادراكنا لصعوبة مسؤوليته بسبب قوة وتغلغل الاحزاب في مؤسسات الدولة وامتلاكها المال والسلاح والاعلام ، ومع ذلك فان عليه ان يسجل موقفا امام الله والتاريخ يثبت فيه انه مختلف عمن سبقوه .ان موعد الشباب في الاول من تشرين المقبل فرصة كبيرة للشعب في كل العراق بما فيها المحافظات الغربية والشمالية لتأكيد حقيقة انتمائه الوطني وان تكون التظاهرات في كل مدن العراق مع المشاركة الفاعلة والحضور في ساحات التظاهر وتجديد البيعة للوطن وللشهداء الذين قدموا ارواحهم الطاهرة لتحقيق تطلعات الشعب المشروعة .. موعدنا جميعا مع العراق في ساحات الكرامة فهل من مجيب ؟.