الاولى نيوز / بغداد
شهد عرض الفيلم الوثائقي “رسائل من بغداد” للكاتبة والمستكشفة والجاسوسة والضابطة السياسية البريطانية غيرترود بيل، تفاعلا كبيرا من الجمهور في اول عرض له في العراق أول أمس الاثنين.
وقوبل الفيلم الذي عرض اول أمس (2 نيسان 2018)، بتصفيق حار من الجمهور المؤلف من أكاديميين ودبلوماسيين وصحفيين وغيرهم، حيث يعرض الفيلم لقطات لم تشاهد من قبل للعراق وهو يتحول إلى دولة جديدة قبل نحو قرن من الزمن، وقد استعان السيناريو بالكامل برسائل الكاتبة البريطانية غيرترود بيل، إضافة إلى وثائق رسمية وسردته الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون.
ويسلط الفيلم بعض الضوء على التحديات التي يواجهها العراق في الوقت الراهن مع خروجه من حرب مع تنظيم داعش وسعي البلاد لتحقيق المصالحة بين الأغلبية الشيعية والأقليتين السنية والكردية.
ونقلت “رويترز”عن مصطفى سالم وهو صحفي عراقي يعمل بمكتب صحيفة “واشنطن بوست” في بغداد، إشادته بالفيلم بعد عرضه في المسرح الوطني في بغداد، حيث قال إن “الفيلم رائع لكن كمشاهد عراقي كنت أود أن يعالج بعمق أكبر الجانب السياسي والتاريخي ودورها النافذ في تأسيس الدولة العراقية”.
من جانبها قالت سابين كراينبول التي شاركت في إخراج الفيلم مع زيفا أويلباوم، قبل العرض “المشاهد العراقي سينغمس في تجربة بصرية عن ماض مشترك وسيخرج بانطباع عن بغداد متعددة ثقافيا ونابضة بالحياة في أوائل القرن العشرين”.
فيما أشارت أويلباوم، إلى ان “غيرترود بيل كانت من المدافعات عن التنوع، وقعت في حب الثقافة المختلفة التي صادفتها. كان العراق في عهدها متنوعا للغاية وكانت بغداد مدينة نابضة بالحياة. نشعر بأن هذه رسالة مهمة للغاية اليوم”.
ويشرح الفيلم قرارات مهمة اتخذتها بيل بصفتها ضابطة سياسية في الإدارة الاستعمارية البريطانية التي كانت تحكم العراق بعد الحرب العالمية الأولى.
ومن بين هذه القرارات قرار ضم الموصل التي تسكنها أغلبية سنية والمناطق الكردية في الشمال إلى الدولة العراقية التي كان يشكلها البريطانيون بالإضافة لقرار اختيار فيصل بن الحسين من الأسرة الهاشمية العربية السنية ملكا للبلاد.
ورسمت بيل، حدود العراق استنادا إلى معرفتها بالتجمعات السكانية المحلية التي مرت عليها بصفتها مستكشفة عندما كانت شبه الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين لا تزال تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية.
وفي إحدى الصور تقف بيل مع لورانس العرب وونستون تشرشل قرب الأهرام المصرية، كما يعرض الفيلم مشاهد من حياتها اليومية في بغداد وكذلك لأسر وشخصيات من المجتمع اليهودي المزدهر آنذاك.
وأسست بيل، التي توفيت عام 1926 ودفنت في المدينة متحف بغداد لعرض وحفظ التراث السومري والبابلي لبلاد ما وراء النهرين.
الجدير بالذكر ان عرض الفيلم بدأ في عام 2016 واختير للعرض في مهرجان لندن السينمائي ونال جائزة الجمهور في مهرجان بيروت السينمائي الدولي، وقد نظمت وزارة الثقافة العراقية مؤخرا، عرض الفيلم في بغداد ومناطق أخرى بالعراق حيث يتزامن عرضه مع الذكرى المئة والخمسين لميلاد بيل.