فن تسويق المنتج المحلي
غيث الدباغ
بات العامل المرئي وطريقة التسويق باستخدام الادوات والالوان اللافتة للنظر، امراً مهماً ويعد السبب الاساسي في ارتفاع او انخفاض نسبة المبيعات لشتى انواع المنتجات مهما كان نوعها في الاسواق الدولية والمحلية وهذه المشكلة تعاني منها المنتجات العراقية المحلية، ورغم امتلاك العراق آلاف المصانع ومئات آلاف المواد المنتجة، الا أنه يفتقر لوجود الوصفة السحرية، والتي هي كفاءة خبير اخراج الجرافيك «التصميم» للمنتج ليكون متكاملاً من ناحية الجودة التي تتناسب مع صحة المستهلك بشكل عام ومن ناحية الشكل الذي يجب ان يكون جاذباً ومرغباًويعود اساس ذلك الى واقع بيئة خبير الاخراج للشكل الخارجي، الذي لا يراعي التطور في الاسواق الدولية ومن غير دراسة الحاجة اليه وملاءمته.لذا فان التصميم الاعلاني للمنتج يلعب دوراً مهماً في المبيعات، خاصة المواد الغذائية المحلية، وشد المتبضعين والمحتاجين، يكون اما من خلال طبيعة الالوان المستخدمة وكل لون يرمز لشيء معين، او النص الاعلاني المدون على الغلاف اللافت للانتباه وتوضيح فوائد المنتج ومميزاته، والتي تكون قابلة للتصديق والقراءة وبسيطة، تتواءم مع طبيعة المستهلك ودفعه لاختيار المنتج لمقبولية مزاياه، بينما تفشل بعضها لسوء العمل الفني للجرافيك، ومثلاً نرى بعضا منها وجود اشكال لحيوانات على علب المنتجات، خاصة مشتقات الحليب التي لا تجذب المتسوق، بل تنفره بسبب اختيار الجرافيك غير الملائم، الذي يعد العتبة المهمة لنجاح تسويق المنتجات وتصريفها في الاسواق، فمن خلالها يمكن ايصال رسالة المنشأ الى الاسواق والتي تحمل بطياتها اهدافا ورؤى ونشأة المصنع التطورية، وتحقيق الاستجابة لطلب المتبضع وتلبية افكارهم واقناعهم عبر عنصر الجمال الموظف بهذه الآلية عن طريق التأثير العاطفي ليكون الإعلان مساهماً في تقديم الخدمة للأفراد، فمن الممكن ادخال المصممين الشاغلين لهذه الوظائف المهمة دورات تقوية وتعزيز او اختيار الكفاءات من أصحاب المهنة في التصميم الإعلاني، لما لدورهم من فاعلية حقيقية تنعكس بشكل مباشر على تقييم المنتج وعملية تسويقه، والغرض منها فائدة الطرفين ووضع المنتج المحلي ضمن قائمة الاسواق الدولية المتقدمة. حيث إننا نرى غالبية المنتجات يتم تصديرها الى الدول الاقليمية بمبلغ بخس، بسبب قلة الخبرة التسويقية نتيجة سوء التعبئة والشكل، ثم يتم استيرادها من جديد من بعض هذه الدول بمبالغ غالية الثمن، على أنها منتجاتهم، خاصة التمور والارز المعدين للتصدير وهما من المحاصيل الستراتيجية الاولى، كونهما يدخلان في الامن الغذائي العراقي ويزودان البلد بالعملة الصعبة.