مقالات

فك الارتباط

د. فاتح عبدالسلام

حين،‭ ‬تتشكل‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬كتقدير‭ ‬احتماي‭ ‬راجح،‭ ‬تكون‭ ‬الفترة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لدورة‭ ‬انتخابية‭ ‬من‭ ‬اربع‭ ‬سنوات‭ ‬قد‭ ‬شارفت‭ ‬على‭ ‬الاكتمال،‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬تلك‭ ‬الضجة‭ ‬الفاشوش‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬مبكرة،‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬الإنقاذي‭ ‬للعملية‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الساعات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬وهي‭ ‬فرصة‭ ‬من‭ ‬شبه‭ ‬المستحيل‭ ‬تكرارها‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬اذا‭ ‬أصيب‭ ‬الشارع‭ ‬بخيبة‭ ‬منها،‭ ‬وهنا‭ ‬يكون‭ ‬التساؤل‭ ‬الصعب‭ ‬ما‭ ‬البديل‭ ‬اذا‭ ‬حصل‭ ‬الفشل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬البلد‭ ‬ولم‭ ‬يتعظ‭ ‬منها‭ ‬أحد‭. ‬في‭ ‬المرة‭ ‬السابقة،‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬هو‭ ‬تسريح‭ ‬الحكومة‭ ‬المتورطة‭ ‬بملف‭ ‬تشرين‭ ‬الدموي‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬حساب‭ ‬والإبقاء‭ ‬على‭ ‬البرلمان‭ ‬مستمرا‭ ‬في‭ ‬اعماله‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عامين،‭ ‬وكلنا‭ ‬نعلم‭ ‬ان‭ ‬الحكومة‭ ‬والبرلمان‭ ‬هما‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬فصيلة‭ ‬الدم‭ ‬المنفعي،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬صلاح‭ ‬أحدهما‭ ‬وفساد‭ ‬الآخر،‭ ‬فليس‭ ‬أمامهما‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يكونا‭ ‬صالحين‭ ‬أو‭ ‬فاسدين‭ ‬معاً‭. ‬آن‭ ‬الأوان،‭ ‬لكي‭ ‬تجتمع‭ ‬كل‭ ‬القيادات‭ ‬السياسية‭ ‬القديمة‭ ‬والجديدة‭ ‬الفائزة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬وغير‭ ‬الفائزة‭ ‬مع‭ ‬قيادات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬كالقضاء‭ ‬والجيش‭ ‬والامن،‭ ‬ويتم‭ ‬اعلان‭ ‬فك‭ ‬الارتباط‭ ‬بالعملية‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬من‭ ‬الدلالات‭ ‬الثقيلة‭ ‬المعيقة‭ ‬بمساراتها‭ ‬السرية‭ ‬التوافقية‭ ‬وذات‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬جعلوه‭ ‬شرعيا‭ ‬في‭ ‬المحاصصات‭. ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬جاورت‭ ‬في‭ ‬شبهها‭ ‬في‭ ‬نواح‭ ‬عدة‭ ‬مجلس‭ ‬قيادة‭ ‬الثورة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يجثم‭ ‬على‭ ‬صدر‭ ‬الدولة‭ ‬ووزاراتها‭ ‬ولا‭ ‬يتيح‭ ‬للقوانين‭ ‬ان‭ ‬تتنفس‭ ‬بحسب‭ ‬حاجة‭ ‬البلد‭ ‬الحقيقية‭ ‬الا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬به‭ ‬ذلك‭ ‬المجلس‭ ‬المُباد‭.‬‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬فك‭ ‬الارتباط‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬السياسية،‭ ‬تكون‭ ‬القوانين‭ ‬الماسكة‭ ‬بزمام‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬هي‭ ‬البديل‭ ‬مع‭ ‬القيام‭ ‬بخطوة‭ ‬جريئة‭ ‬مصاحبة‭ ‬هي‭ ‬تعديل‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ثماني‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬تعيسة‭ ‬عاشها‭ ‬العراقيون‭ ‬ولا‭ ‬يتمنون‭ ‬أن‭ ‬تعاد‭ ‬مثيلاتها‭ ‬عليهم‭ ‬بدوام‭ ‬استمرار‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬الناقل‭ ‬الامن‭ ‬لكل‭ ‬الامراض‭ ‬السياسية‭ ‬المستوطنة‭ ‬من‭ ‬معاقل‭ ‬الأحزاب‭ ‬المظلمة‭ ‬والمغلقة‭ ‬الى‭ ‬ساحات‭ ‬حياة‭ ‬الملايين‭ ‬الأربعين‭ . ‬‭ ‬ماعدا‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬سيكون‭ ‬عليكم‭ ‬أن‭ ‬تبشروا‭ ‬بما‭ ‬يعيد‭ ‬مسلسل‭ ‬المآسي‭ ‬ولو‭ ‬بثياب‭ ‬مزركشة‭. ‬‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى