فريق تطوعي يجمعه الوطن و هدفه العطاء
رغـد سهـيل المطوري
حين يتجلى العطاء في أروع صوره ، وحين تكون (أنسانا) في زمن تندر فيه الإنسانية ، وحين يجتمع مجموعة من الطلبة لا لشيء إلا لتقديم الدعم والمساعدة لمن يحتاجها ، نؤمن إن (الدنيا لا تزال بخير ) وان هناك بذرة أمل في اصلاح المجتمع الذي ازدادت فيه الصفات السيئة ، وان شبابنا سيبقون هم عماد المستقبل حيث كل همهم اليوم تقديم الدعم والمساعدة والتكاتف لأجل مجتمعهم . كمثال رائع ومشرف على روح التعاون تعرفنا على فريق ادم التطوعي والذي اسسه مجموعة من طلاب وطالبات جامعة البصرة حيث وصل عددهم اليوم الى اكثر من 350 طالب وطالبة من مختلف التخصصات والمراحل ، لم يجمعهم الا حب الجامعة والوطن ، هدفهم واحد هو العطاء دون حدود, قائدهم الوعي ورأي جميع اعضاءه مسموع ، شعارهم ( لا تستهين باي عمل خير مهما كان صغيرا) و(ان تعطي مما تملك فانت تعطي القليل ، اما ان تهب من نفسك فهذا هو عين العطاء ). التقينا بفريق ادم التطوعي ، ولمسنا في اعينهم الامل والاصرار والعزم على رسم غدٍ افضل ، غد ملون بالوان القوس قزح ، وها هم يقومون برسم اولى الوانه .يسعى فريق ادم التطوعي لإحياء روح التعاون بين الجامعة والمجتمع ، فالجامعة ليست فقط للتعليم كما يقول طالب المرحلة الرابعة في كلية الادارة والاقتصاد مؤيد ابراهيم وأحد مؤسسي الفريق ، مضيفا (ان احد اهم اهداف الجامعة هو زرع الصفات النبيلة كالتعاون والوحدة و الالفة بين الطلبة) ، وعن اختيارهم اسم (ادم) للفريق يقول مؤيد (اخترنا اسم ( ادم ) للفريق لكون ادم يعني الحياة ، ونحن كفريق نسعى الى اعادة الحياة اين ما نكون) .ويضيف مؤيد (انجزنا الكثير ولكن اهم انجاز للفريق هو روح العطاء والمساعدة الذي زرعناه في فريقنا و منحهم الفرصة لتحمل المسؤولية) .ويقوم الفريق بعدد من الاعمال التطوعية في الجامعة والمجتمع ، فقد قام فريق ادم بترميم وصيانة الساحات الجامعية ورسم اللوحات على الجدران وتزيينها ، كما يقوم الفريق بتنظيم الزيارات الميدانية الى دور الايتام والمسنين والمستشفيات وتقديم الهدايا البسيطة لهم ، كل ذلك بتمويل ذاتي من قبل الطلبة .كما قام الفريق بعقد عدد من الندوات التثقيفية والمسرحيات الهادفة التي تستهدف طلبة الجامعة وعن اهداف الفريق وخططه المستقبلية يبين ( مؤيد ) ان الفريق يطمح ان تكون له بصمة واثر في كل الجامعات العراقية . وذكرت الطالبة نور راضي من كلية الآداب ( متطوعة في الفريق ) : ان الفريق قام مؤخرا بحملة “لا” وهي حملة تهدف الى نبذ كل الاعمال المنافية للآداب والاخلاق والذوق العام ، فلا للتحرش ، ولا لرمي الاوساخ على الارض، ولا للتنمر ، ولا للعنف . وعن تأثير الفريق فيها شخصيا تقول نور : نحن كفريق تعلمنا كيف نكون عائلة واحدة باختلافات ثقافاتنا وتخصصاتنا الجامعية، نسعى جميعنا الى تقديم الافضل.لا شك في ان العمل التطوعي يمنح طلابنا الكثير من الخبرات ويعزز داخلهم روح المبادرة والعطاء والتعاون، ويعزز ثقتهم بأنفسهم ، ويفتح نوافذ لتأسيس فرق خيرية اخرى في الجامعة بالإضافة الى ضرورة دعم المؤسسات الحكومية والاهلية لهم لبعث روح المنافسة فيما بينهم لتقديم الخير في كل مكان .