فخ التوافق ..وكعكة مفاسد المحاصصة!!
مازن صاحب
لم تكن الانتخابات(المبكرة) منهاجا للتغيير المطلوب في العملية السياسية برمتها.. ومع ظهور المزاج الشعبي في التصويت العقابي لبعض القوى والاحزاب ..لم تظهر حتى اليوم تلك القناعة بالتنمية السياسية في معايير الحكم الرشيد ومغادرة تغانم السلطة وشتان بين كلا الحالتين ..فتغانم السلطة بعنوان التوافقية السياسية انتهى الى مفاسد محاصصة وامراء طوائف سياسية ربما الاغلبية الصامتة مسؤولة عن ترك الفقر الذي ينهش بجياع الناخبين مؤثرات على قناعاتهم الانتخابية مما أدى إلى أن تكون الحملات الانتخابية مجرد سلة غذائية ..او تبليط شارع او تبديل محولة كهرباء!! فخ التوافق الوطني يتطلب ميثاقا جديدا فوق الدستور لرسم الرؤية العراقية لكن هذه الرؤية تبقى أسيرة التدخلات الإقليمية والدولية ومكبلة باجندات حزبية لامراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد..مما جعل تجربة بسيطة في الرمادي لاعادة الأعمار تمنح حزبا فتيا اغلبية الاصوات ..وتفتح الابواب للاقليم السني وربما يأتي من بعده إقليم البصرة ..فيما تبقى المرجعيات المجتمعية والاقتصادية حائرة ما بين منهج اعادة تجربة اقليم كردستان وبين التوافقية لتغانم السلطة..مقابل ذلك الفشل المريع في العملية السياسية الذي حول دولة تمتلك ثاني ريع نفطي في الشرق الأوسط الى مجرد دولة مستهلكة يعيش ثلث سكانها في الوسط والجنوب على هامش خط الفقر حسب ارقام وزارة التخطيط وتعد السماوة والناصرية من أعلى المحافظات العراقية في تقديرات خط الفقر !! اليوم هناك عودة الى محك التوافقية..ربما مطلوبة في تسريع خطوات تشكيل الحكومة المقبلة ..لكن مساومات امراء الطوائف السياسية كوكلاء عن قوى إقليمية ودولية خارج الهوية الوطنية العراقية .. سيعيد ذات المنهج في مفاسد المحاصصة كثقافة سلوك سياسي لانتاج اشباح دولة وسلاح منفلت وعدم نفاذ القانون… فيكون الجواب بعد أشهر او اقل في ساحات التحرير من جديد..فالصيف العراقي المقبل على صفيح ساخن ولله في خلقه شؤون!!