فاجعة بيروت تعود بعقارب الساعة لكارثتي تكساس وتيانجين
قالت صحيفة بريطانية إن الانفجار الهائل في بيروت ربما يكون أكبر من كارثة مدينة تكساس عام 1947، وصور الحادث المأساوي تذكر بشكل مروع بالدمار الذي لحق بمدينة تيانجين الصينية عام 2015.
وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن السبب المحتمل للانفجار الضخم في بيروت، الثلاثاء هو مادة نترات الأمونيوم الكيميائية شديدة التفاعل، وسط مخاوف من مشكلات بيئية ربما تظهر في وقت لاحق.
وقال رئيس الوزراء اللبناني، حسان دياب، إن 2700 طن من نترات الأمونيوم انفجرت بعد أن ظلت مخزنة على نحو غير آمن في مستودع لمدة 6 سنوات، مشيرا إلى تقارير تفيد بأن سفينة تحمل كمية مماثلة من المادة الكيميائية قد أفرغت حمولتها في الميناء عام 2013.
وأوضحت الصحيفة أن نترات الأمونيوم هي مادة كيميائية صناعية شائعة تستخدم بشكل أساسي للأسمدة لأنها مصدر جيد للنيتروجين للنباتات، كما أنها واحدة من المكونات الرئيسية في متفجرات التعدين.
ونقلت الصحيفة عن جابرييل دا سيلفا، أستاذ الهندسة الكيميائية في جامعة “ملبورن”، قوله إنها ليست مادة متفجرة بحد ذاتها بل “مؤكسدة” تجذب الأوكسجين إلى النار وبالتالي تجعله أكثر كثافة.
وأضاف في تصريح لصحيفة “الجارديان” البريطانية، أنها تشتعل فقط في ظل الظروف المناسبة التي يصعب تحقيقها. “أنت بحاجة إلى ظروف قصوى لبدء انفجار”.
وتابع: “نترات الأمونيوم يمكنها في الواقع إخماد حريق، لكن إذا كانت المادة الكيميائية نفسها ملوثة، على سبيل المثال بالزيت، فإنها تصبح شديدة الانفجار، وأعتقد أن هذا ما حدث هنا”.
وأشار إلى أنه في حين أن المواد الكيميائية الموجودة في الهواء يجب أن تتلاشى سريعًا إلى حد ما، إلا أن الملوثات العالقة يمكن أن تسبب مشكلات في وقت لاحق، على سبيل المثال إذا كانت أدت إلى تحميض ماء المطر.
وأردف: “إذا نظرت إلى الدخان الناتج عن الانفجار، فإنه مثل لون الدم الأحمر. هذا بسبب أكسيد النيتروجين الملوث للهواء الموجود فيه”.
انفجارات تكساس وتيانجين
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كان الرقم 2700 طن دقيق، فإن ذلك سيجعل انفجار نترات الأمونيوم في بيروت أكبر من كارثة مدينة تكساس عام 1947.
وشهدت مدينة تكساس الأمريكية انفجار شحنة تحتوي على 2300 طن من نترات الأمونيوم، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 500 شخص، كما أحدث الانفجار موجة مدية بطول 4.5 أمتار (15 قدمًا).
ولفتت الصحيفة إلى أن الصور القادمة من بيروت تذكر بشكل فظيع بالدمار الذي لحق بمدينة تيانجين الصينية إبان كارثة مستودع الكيماويات عام 2015 التي راح ضحيتها أكثر من 170 شخصا وجرح المئات.
وفي ليلة 12 أغسطس/آب، هزت سلسلة من الانفجارات الكارثية منطقة المستودعات حيث يجري تخزين كميات كبيرة من المواد الكيميائية الخطرة، بما في ذلك سيانيد الصوديوم ونترات البوتاسيوم، في بعض الحالات بشكل غير قانوني.
السلطات الصينية قالت إن الانفجار الأول وقع عندما تسببت حرارة الصيف في اشتعال مركب “نيتروسليلوز” شديد الاشتعال. واندلعت النيران في متاجر نترات الأمونيوم المجاورة وانفجرت في المدينة الساحلية الرئيسية التي تقع على بعد 110 كيلومترات (70 ميلا) جنوب شرق العاصمة بكين.
وحاول رجال الإطفاء الذين هرعوا إلى مكان الحادث إطفاء الحريق الأولي بالماء، لكن الوضع تفاقم عن غير قصد بسبب وجود مواد كيميائية خطرة قابلة للاشتعال، وكان معظم القتلى من رجال الإطفاء، وبينهم مراهق واحد على الأقل.
والثلاثاء، ضرب لبنان انفجار ضخم أسفر عن أضرار مادية فادحة فضلا عن أكثر من 100 قتيل، ونحو 4 آلاف مصاب في حصيلة أولية قابلة للارتفاع مع استمرار وجود مفقودين.
الاولى نيوز – متابعة