غياب الملك سلمان عن قمة الرياض أكثر من مجرد نقل بعض المسؤوليات إلى ولي عهده
استدعى غياب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عن أعمال القمة الـ42 لمجلس التعاون الخليجي في الرياض تساؤلات لدى وسائل إعلام غربية بشأن تغيرات مزعومة طرأت في دور عاهل المملكة.
ولفتت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، إلى أن الملك سلمان، الذي لا يزال متواجدا منذ بدء جائحة كورونا في مدينة نيوم، لم يطل أمام الجمهور إلا مرة واحدة خلال الأشهر الـ20 السابقة،.
وأشارت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استقبل القادة الخليجيين المشاركين في القمة بدلا عن والده، مضيفة: “بالنسبة للشخصيات الإقليمية، أصبح فشل الملك سلمان في أداء دوره مؤشرا على شيء أكبر من مجرد نقل بعض المسؤوليات إلى ولي للعهد. كان اختفاء العاهل تطورا ملموسا إلى حد يدفع المراقبين في السعودية إلى الحديث عن أن انتقال السلطة داخل الأسرة الحاكمة من والد إلى ابن قد تم في الظاهر والمضمون”.
وذكّرت الصحيفة البريطانية بأن الملك سلمان غاب أيضا عن استقبال محمد بن سلمان للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جدة مؤخرا، على الرغم مما حظت به هذه الزيارة من الأهمية القصوى بالنسبة للسعودية لكونها أول زيارة لزعيم دولة غربية إلى المملكة منذ اندلاع أزمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
ونقلت “الغارديان” عن عدد من المسؤولين السعوديين المؤثرين السابقين قولهم إنهم لا يذكرون مرة أخرى غاب فيها ملك سعودي عن استقبال ضيوف على أرفع مستوى مثل القادة الخليجيين وماكرون، لا سيما في مثل هذه اللحظة الحرجة.
وخلصت الصحيفة إلى أن العاهل السعودي “أصبح في الظاهر والمضمون ملكا غيابيا ولا يؤدي، على ما يبدو، أي من مهامه تقريبا، بينما يمسك الأمير محمد بكافة مقاليد الحكم في السعودية، ولا يبدو قلقا بشأن من يعرف ذلك”.
وأكدت الصحيفة أن غياب الملك سلمان البالغ من العمر 85 عاما عن قمة الرياض جاء على خلفية الشائعات المستمرة عن صحته، مضيفة أنه من المعروف داخل المملكة وفي واشنطن ولندن أن العاهل السعودي يعاني من نوع من الخرف الوعائي يتطور ببطء، وكان من المفترض حتى الآن أن أعراضه خفيفة.
وذكرت الصحيفة أن الملك سلمان، لدى إعلانه ميزانية المملكة عبر الفيديو الاثنين الماضي، كان يتحدث بصورة بطيئة وغير واضحة بدرجة أكثر من العادة، ما أعطى زخما جديدا إلى التساؤلات والشائعات بشأن حالته الصحية.
وأشارت “الغارديان” إلى أن هذه التغيرات الملموسة جاءت بعد أن كثف الملك سلمان منذ عام 2018 أنشطته في مسعى لتجاوز أزمة اغتيال خاشقجي في قنصلية المملكة باسطنبول في أكتوبر 2018، مضيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ذلك الحين بعث عبر الأمير خالد الفيصل رسالة قال فيها إنه “يحترم عائلة آل سعود لكن ليس ما تتحول إليه”، في هجوم على الأمير محمد بن سلمان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول استخباراتي غربي سابق قوله، في معرض تعليقه على الوضع السياسي الحالي في السعودية وبروز دور الأمير محمد بن سلمان: “أخذ طريقه إلى تولي العرش، وسواء كانت جائحة كوفيد مستمرة أم لا، ليس بإمكان أحد أن ينكر أن الملك ليس يغيب بالفعل، بل خرج من العمل على الأرجح”.