غور الأردن.. ديموغرافيا تغلف خطة الضم الإسرائيلية
حتى قبل ضمه المتوقع، تحظر إسرائيل ما يقرب من 92٪ من مساحة غور الأردن على الفلسطينيين، وهو ما أثّر بشكل مباشر في انخفاض عدد السكان الأصليين من حوالي 250 ألف نسمة قبل الاحتلال إلى حوالي 80 ألفا بحلول عام 2017.
وفي الوقت الحالي، يوجد 37 مستوطنة إسرائيلية غير قانونية في غور الأردن، (بما في ذلك 7 وحدات استيطانية)، يبلغ مجموع مستوطنيها حوالي 11 ألفا يستغلون 15.5% من تلك المنطقة.
هكذا هو حال غور الأردن وفق ما أظهره تقرير صادر عن منظمة التحرير الفلسطينية ووصل “العين الإخبارية” نسخة منه، والذي يأتي قبل أيام من حسم إسرائيل موقفها بشأن خطوات الضم.
التقرير ألقى الضوء على انخفاض أعداد الفلسطينيين بالتوازي مع زيادة أعداد المستوطنين والذي اعتبره انعكاسا لسياسة طبقتها إسرائيل في غور الأردن منذ احتلال الضفة الغربية في العام 1967، تحضيرا لضم الغور.
وقال التقرير إنه “منذ عام 1967 بذلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة كل الجهود الممكنة لتنفيذ تلك المخططات، وطرح الكنيست خلال فترة ولايته من (2015-2019)، أكثر من 60 مشروع قانون حول الضم، وقد اقترح مشروع قانون محدد حول الضم في مايو 2015 تطبيق القانون والسلطة القضائية الإسرائيلية على غور الأردن “.
وبعد أن كانت إسرائيل تطلب استئجار غور الأردن من الفلسطينيين لعشرات السنوات فإن خطة صفقة القرن الأمريكية أعطتها أحقية بضمه مع استعداد أمريكي للاعتراف بهذا الضم.
وفي هذا الإطار أشار تقرير منظمة التحرير إلى أن “الخطة أيدت إسرائيل في ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال السماح لها بتوسيع سيادتها على 30٪ من الضفة الغربية نصفها هو غور الأردن”.
وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن كشف اعتزامه الشروع بضم 30٪ من مساحة الضفة الغربية من بينها غور الأردن بدءًا من الأول من تموز/يوليو المقبل.
ورفض الفلسطينيون والمجتمع الدولي خطوة الضم ، وحذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية من أنها ستحكم بالفشل على فرص السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
المياه في غور الأردن
وبحسب التقرير، فإن إسرائيل لا تحرم الفلسطينيين فقط من نصيبهم المشروع من المياه، والذي يقدر بحوالي 250 مليون متر مكعب سنوياً، بل تسلبهم أيضاً حقهم في تنمية مواردهم المائية.
وأوضح أنه “بالنسبة للمياه الجوفية، تقوم إسرائيل بضخ 40 مليون متر مكعب من المياه من الخزان الشرقي الجوفي حسب اتفاق أوسلو، توفر إسرائيل 32 مليون منهم للمستوطنين، إضافة إلى ما يتم توفيره لهم من المياه المستصلحة”.
ممارسات الاحتلال والضخ الثقيل للآبار أدى إلى نقصان المياه بل وتجفيف الكثير من الآبار الفلسطينية التي كانت موجودة قبل الوجود الإسرائيلي، بحسب المصدر نفسه.
احتلال 7 نجوم
ويشكل غور الأردن نحو 30% من الضفة الغربية، والمنطقة الحدودية الشرقية للضفة الغربية مع الأردن، ويُعَد منطقة استراتيجية للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وغالبا ما يشير الفلسطينيون إلى احتلال للأغوار بأنه “احتلال 7 نجوم”، نظرا للمداخيل التي تجنيها إسرائيل من خلال 30 مستوطنة أقامتها في المنطقة منذ الاحتلال عام 1967.
وتحاول إسرائيل تغليف احتلالها للأغوار، ولاحقا محاولتها فرض السيادة عليها، بدافع أمني، غير أن الفلسطينيين يقولون إن واقع الحال على الأرض يدحض هذا الادعاء.
ويعد غور الأردن هو أكبر خزان احتياطي للأراضي في الضفة الغربية، ويُعرف بأنه سلة غذاء فلسطين، وهو الحدود الإقليمية الوحيدة بين فلسطين والأردن.
ويوفر لفلسطين وسيلة هامة لتنمية وتصدير السلع الزراعية بمساحة كبيرة من الأراضي المتاحة وموارد مائية واسعة، ويسمح مناخه بالحصاد الطبيعي للفواكه والخضروات عدة مرات في العام.
الأولى نيوز – متابعة