غباء وقلة وعي سياسي تمثل بالقمة الحاكمة
الكاتب : نـــــــــــزار حيدر
في العراقِ الذي تسلَّطت عليهِ [العِصابةُ الحاكِمة] الفاسِدة والفاشِلة وميليشياتها؛ يدخلُ التَّاريخ مَن يتجنَّب الفشل وليسَ من يُحقِّق النَّجاح
١/ لأَوَّل مرَّة ينسحب المُكلَّف من تشكيلِ الوزارة الجديدة مع إِنتهاء مُدَّة الشَّهر المنصوص عليها في الدُّستور، وهذا أَحد أَبرز الأَدلَّة على أَنَّهُ لم يكن من [العِصابة الحاكِمة] فلو كان كذلك لمدَّدت الكُتل النيابيَّة جلسة مجلس النوَّاب [١٠] أَشهر أَو أَكثر أَو أَقل لحين التَّوافق على حكومتهِ كما كان يحصل في المرَّات السَّابقة منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن.
٢/ أَتمنَّى على المُكلَّف المُنسحب أَن يفضح الكُتل والزَّعامات التي ابتزَّتهُ وضغطت عليهِ وساومتهُ بالتَّفصيل، ليطَّلع الرَّأي العام على المزيدِ من فسادهِم وفشلهِم وصراعاتهِم على السُّلطة والنُّفوذ والإِمتيازات من دونِ الإِكتراثِ بمصيرِ البلادِ قيدَ أَنمُلةٍ.
إِنَّ الإِسراعَ في فضحهِم وتعريتهِم واجبٌ وطنيٌّ ليميزَ العراقيُّون الدَّجَّالين من السَّاسة الذين يقولُون فوقَ الطَّاولةِ شيئ ويفعلُون الشَّيء الذي يُناقضهُ تحتها.
إِفضحهُم ولا ترحمهُم.
٣/ هل هنالكَ أَيادي خفيَّة [داخليَّة وإِقليميَّة ودَوليَّة] تدفع بالأُمورِ لتصِل البِلاد والعمليَّة السياسيَّة إِلى طريقٍ مسدودٍ للذِّهابِ بها إِلى الخُطَّة [ب]؟!.
أَتساءل لأَنَّ ما تفعلهُ القِوى السياسيَّة برُمَّتها شيءٌ غَير معقول بالمُطلق، فما تتعَّرض لهُ البِلاد اليَوم من مخاطرَ جمَّةٍ يستشعرها حتَّى الطِّفل الرَّضيع، فهل من المعقُول أَنَّهم لا يستشعرُونها ولا يتحسَّسونَ بها ولا يفهمُون إِلى ماذا سيُؤَدِّي عنادَهُم وتسويفهُم ومُماطلتهُم؟!.
٤/ من جانبٍ آخر، يتساءل البعض عن سرِّ إِنهيار الكُتلة النيابيَّة الأَكبر [الكُتلة الشيعيَّة] حتَّى أَنَّها عجزت عن مُواجهة أَبسط التحدِّيات؟! وفشلت في التَّعامُل السَّليم معَ الإِستحقاقات الوطنيَّة ليتلاقفها [الصِّبيان]؟!.
السرُّ يكمُن في خلافاتِها حدَّ التمزُّق، والتي ورِثتها وتراكمت فرانت على قلوبِها على مرِّ عقودٍ من الزَّمن؛
خلافات عائليَّة وحزبيَّة ومرجعيَّة وشخصيَّة ومناطِقيَّة، وخِلافاتٌ على مُستوى [نظريَّة الولاء] وكُلُّها مُغلَّفة بالدِّين والمذهب والحقِّ والباطل ولذلكَ فلا أَحدَ بإِمكانهِ أَن يتنازلَ عنها أَو حتَّى يُعدِّلها [وِراثيّاً]!.
إِنَّ [الرَّعيل الأَوَّل] الذي يُمسك بزمامِ الأُمور منذُ التَّغيير مسكونٌ بالخلافاتِ والعُقد التاريخيَّة ولذلك فلا أَملَ من إِصلاحهِم وبالتَّالي لا أَمل من تغييرِ منهجيَّتهِم في الحُكم.
قد يتساءل آخر؛ إِنَّ كِلا الكُتلتَين الكُرديَّة والسنيَّة هي الأُخرى مسكونة بالخِلافات والعُقد التاريخيَّة، فلماذا صمدت فتماسكت لحظة المُواجهة؟!.
الجواب؛ لأَنَّها تتوقَّف عند الخطِّ الأَحمر، خط المصالِح العُليا للمُكوِّن، الملغي بالأَساس عند [الكُتلة الأَكبر] كَون خلافاتهم سياسيَّة أَما خلافات الأَخيرة فـ [دينيَّة] أَو هكذا يوحُون لهُم شياطينهِم {زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ}!.
لقد قاتلت القِوى الكُرديَّة بعضها البعض الآخر في المَيدان أَيَّام المُعارضة، لكنَّها كانت تجتمِع وتتَّفق عندما تُفاوض بقيَّة الفصائل، أَمَّا [الكُتلة الأَكبر] فكانت ولا تزال تُقاتل بعضَها في المَيدان وعندما تُفاوض.
٥/ في العراقِ الذي تسلَّطت عليهِ [العِصابةُ الحاكِمة] الفاسِدة والفاشِلة وميليشياتها؛ يدخلُ التَّاريخ مَن يتجنَّب الفشل وليسَ من يُحقِّق النَّجاح.
وإِنَّ الفشل يتراكم لتساوي المُحسن والمُسيء، النَّاجح والفاشِل، النَّزيه والفاسِد.
لا ننتظر أَن يبنُوا لنا دولة إِذا لم تتغيَّر هذهِ المُعادلة فهي حجر الزَّاوية في كلِّ بناءٍ سليم.
٦/ لا أَدري أَيَّ مصيرٍ تنتظرهُ [العِصابة الحاكِمة]؟! إِلى متى يستمرُّون في لاأُباليَّتهم وعدم إِنتباههم للمخاطرِ التي تُحدق بالعراق جرَّاء فسادهُم وفشلهُم؟!.
لقد ظلَّ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين يُعاند ويُكابر رافضاً الإِصغاء إِلى لُغة العقل وخِطاب الحِكمة حتَّى انتهى بالبلادِ إِلى الإِنهيار بكلِّ معنى الكلِمة! وفي نِهاية المطاف استخرجهُ العراقيُّون من بالوعةٍ ليرمُوهُ خلفَ القُضبان ليُواجهَ مصيرهُ الأَسود ونهايتهُ الحتميَّة.
فهل تنتظر [العِصابة الحاكِمة] نفس المصير؟! إِلى مزبلةِ التَّاريخ؟! أَم تنتبهَ لحالِها وحال البِلاد قبلَ فَوات الأَوان؟!.
٧/ العاقلُ هوَ الذي يُوظِّف نُقاط قوَّتهُ في أَيَّة مُفاوضات أَمَّا الأَحمق فهُو الذي يُفرِّط بها ولا يتذكَّرها عند المُفاوضات.
[الكُتلة الأَكبر] نسِيت ففرَّطت بثلاثِ نُقاطِ قُوَّة فضعف موقفَها التَّفاوضي، وهي؛
*كونها الكُتلة الأَكبر
*الإِحتجاجات
*الخِطاب المرجعي الاسبوعي
فكيفَ نصِفها؟!.