غارق في الظلام
كفاح الزهاوي
فوق التلة المطلة على قرية الحياة يقع قصر فاخر، يعيش فيه رجل في غاية الثراء. خرج الى العالم في رحلة البحث عن معنى الحياة، حاملا بيده لوحة زيتية غالية الثمن ويرتدي نظارة سوداء. دخل الى دكان صغير يقع على أطراف القرية لشراء قداحة.
وفي هذه الأثناء دخلت فتاة شابة قروية غير متعلمة، يتدفق من محياها سيماء التعب وفي راحتيها تتجلى آثار الشقاء. انزلقت نظراتها على اللوحة الزيتية في يد الرجل، اغرورقت عينا الفتاة بالدموع، حيث أضاء في نفسها فيض من العذوبة. سألتْ الرجل الغني عن ماهية اللوحة:
أجابها :
– لا تكترثي فليس هناك ما يثير الاهتمام…
إجابة الرجل قد ألقت بظلال الغضب على وجه الفتاة القروية.
قالت بصوت شجي :
– لِمَ تسخر مني. هل لأنني فتاة فقيرة ؟.
قال لها متجاهلا نظراتها المتوسلة:
– صدقيني لاشيء مهم في هذه اللوحة سوى انها تضم في ثناياها السماء، القرية، الطريق، النهر، الجبال، الوديان، الشمس، البيوت، الأشجار، الطيور، والبشر.
انفجرت الفتاة بالبكاء وغادرت المكان بسرعة، بعد ان استولى عليها حزنا، عندما احست بان الرجل يهوي في الفراغ وانه غارق في الظلام.