عن مُلتقى سيدة البيت وسيد الاليزيه
كواكب الساعدي
رجع أيلول و أنت بعيد بغيمي حزيني قمرها وحيد بيصير يبكيني شتي أيلول و يفيقني عليك يا حبيبيفيروزليست بلحظة عاطفيه تلك التي كبست بها على ازرار الحاسوب لأكتب عن زيارة مانويل ماكرون من المطار مباشرةً لبيت السيده التي تجلس على عرش من نجوم ليقلدها أرفع وسام فرنسي وهو وسام جوقة الشرف الذي اخترعه نابليون بونابرت قبل ان يلتقي بطاقمً المعادله السياسيه المعقده الذي نبذهم شعبهم لملفات الفساد والخراب انفجار عظيم جعلنا نتيقن كما الرئيس الفرنسي حكمة أن لا شيء على مرور أزمنة هذا الوطن توحّد حوله اللبنانيون كصوت فيروز، والذي باعجاب شخصي لسيدةًالبيت جعل سيد الاليزيه وبجهد شخصي ان يزور فيروز الّتي سيجلس معها ربما حول طاولة مصنوعة من الارز ليرتشف فنجان قهوه لا اكثر بعيدا عن فلاشات الكاميرات. واسئلة الصحافه ولقد أنقسمت الاراء حول جدوى هذه الزياره فالمنتقدون لها رايهم انها أي الزياره لا يعول عليها وانها في الباطن لدغدغة مشاعر الجاليه اللبنانيه في فرنسا لكسب اصوات أكثر لماكرون في الانتخابات المقبله والمؤيدون افرغوها من محتواها السياسي بل قد تكون لاعادة الوجه الاخر للبنان وهو الوجه الدي تحراه ماكرون منذ الفاجعه الاخيره وليهتدي الى وتر اخر هو ماذا لو اصغينا لصوت فيروز ؟؟ استحقاق استثنائي لا يصدر إلاّ عن رئيس وزراء تراث تاريخي فرنسي جعل من أوروبا قارة الثقافة والآداب والفنون في العالم. لهذه الايقونه الانسانيه المثقفه الراقيه التي تمثل وجه لبنان النظيف البعيد عن الطائفيه والمناطقيه والذي يبدو اكبر من عمره الذي بلغ مئه عام لكنه يبقى “وطن مستقل، مزدهر وفيروز المحطه والحارس وميس الريم وفيروز التي لم تغرق في أي يوم، وفي أية مرحلة لبنانية في مصاف من انشدوا الاغاني المسيّسه ولم يجرؤ أحد من الساسة في لبنان على لمس خيط واحد من رداء هذه المرأة التي ترمز دائماً وأبداً إلى لبنان الحرّ، لا لبنان المستعبد. لبنان الجميل لا لبنان المتصدّع المتآكل المهترئ. لبنان المشع، لبنان المشرق المضيء، لبنان الأنيق النظيف. تلك هي رمزية فيروز، وتلك هي مبادرة الرئيس ماكرون بأن يبعث برسالة إلى زعماء الغش والفساد والتزوير والتجويع في لبنان مفادها نريد «لبنان» الذي ترمز إليه فيروز، لا بصفتها الشخصية الفردية، بل بما تمثّله في الوجدان اللبناني من ذاكرة وطن، وتاريخ شعب، وثقافة بلد كان يسمى باريس العرب.