علي باباجان: تعنت أردوغان سبب الانشقاق عن حزبه
قال علي باباجان ، رئيس حزب “الديمقراطية والتقدم” التركي المعارض، والقيادي السابق بحزب العدالة والتنمية، الحاكم، إن تعنت الرئيس، رجب طيب أردوغان، كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعته للانشقاق عن الحزب.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها باباجان، نائب رئيس الوزراء، وزير الاقتصاد الأسبق، خلال مشاركته في مقابلة تلفزيونية، الإثنين.
وأضاف باباجان، في تصريحاته: “تعنت الرئيس أردوغان تجاه المقترحات البناءة وإجبار البرلمان على رفضها يأتي في صدارة الأسباب التي دفعتني للانشقاق عن العدالة والتنمية”.
وأوضح أن بداية الأزمة بينه وبين أردوغان تعود لعام 2009، حيث قال “حينها طلبت منه تبني سياسات مالية جديدة، فرفض، وقال إنه: لا حاجة لتأسيس صندوق نقد دولي لدينا”.
وأشار إلى أن لجنة الخطط والموازنة بالبرلمان قد مررت هذا الاقتراح بأغلبية الأصوات، ودخل الجمعية العمومية للتصويت عليه، غير أنه قبل ساعات من التصويت جاءت أوامر من أردوغان، كرئيس الوزراء وقتها، بوقف المشروع ولم يتمكن النواب من التصويت عليه”.
وفي سياق آخر، وحول مصداقية المؤسسات الرسمية الحالية التي تصدي بيانات حول حالة الاقتصاد التركية، أوضح باباجان، أنه “لم تعد لتلك المؤسسات أية مصداقية، بما في ذلك معهد الإحصاء الحكومي”، مشددًا على “ضرورة إعادة بناء الثقة في الأرقام التي تعلنها الحكومة من خلال تلك المؤسسات”.
وبخصوص أسباب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا حاليًا، ذكر باباجان أن ذلك “راجع لسببين، أولهما تآكل جودة الموارد البشرية”.
وحول السبب الأول تابع موضحًا أن “عدد الأشخاص ذوي المعرفة والكفاءة في الإدارة العامة، وإدارة الدولة، لا يزيد على أصابع يد واحدة”.
وعن السبب الثاني تابع قائلا “هو اتخاذ القرارات دون استشارة المختصين بالأمر. وبغض النظر عن طبيعة المؤسسة. فلابد أن تعمل أولاً مع أشخاص صادقين ومؤهلين وتتخذ قراراتك بالتشاور، إلا أن الأمرين غير موجودين في الوقت الراهن”.
وتعيش تركيا على وقع سلسلة من الأزمات في كافة المجالات، ولا سيما الاقتصادية منها، أسفرت عن تردي الأوضاع كافة، وازدياد معدلات الفقر والتضخم والبطالة.
كل هذه التطورات دفعت المعارضة التركية إلى التنبؤ بنهاية حقبة أردوغان في أول استحقاق انتخابي محتمل، لا سيما أن كافة استطلاعات الرأي تؤكد هذا التوجه، إذا تشير إلى تدني شعبية الحزب الحاكم بشكل غير مسبوق.
وأدى هذا التدهور إلى صدامات داخل الحزب الحاكم تمخض عنها تقديم العديد من أعضائه، بينهم قادة بارزون، استقالاتهم والاتجاه لتأسيس كيانات سياسية جديدة لمنافسة النظام.
ولعل أبرز من استقالوا عن الحزب، رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو الذي أسس حزب “المستقبل” المعارض، وكذلك باباجان، الذي أسس حزبه “الديمقراطية والتقدم”.
هذا إلى جانب الانشقاقات التي تتم بشكل يومي تقريبًا في صفوف الحزب، بعد أن أيقن المنشقون أن الحزب ليس لديه الجديد ليقدمه على الساحة السياسية بعد أن استنفذ جميع الفرص التي أتيحت له لانتشال البلاد من كبوتها لكنه فشل في ظل سياسات لا تلبي مطالب الشارع.
الأولى نيوز – متابعة