على من “يتبغدد” كاظم الساهر؟
على من “يتبغدد” كاظم الساهر؟حمزة مصطفى
“تتبغدد علينا وإحنه من بغداد” واحدة من أغنيات الفنان كاظم الساهر الجميلة. والساهر الذي كان معظم العراقيين يتمنون حضوره الى بلده بعد غياب طويل للمشاركة في حفل إفتتاح بطولة “خليجي 25” بالبصرة خيب آمال جمهوره ومن راهن على حضوره برغم أن هناك من يقول أن الذنب ليس ذنبه وإنما السبب يعود الى عدم توجيه دعوة له في وقت مناسب.
من بين من راهن على حضور الساهر كاتب هذه السطور الذي بقي متفائلا بنوع من “الفطايرية” لجهة عدم إمكانية التفريط بهذه الفرصة حتى بإفتراض تأخر الدعوة كون “الدنيا إنقلبت” في مواقع التواصل الاجتماعي حتى كاد الساهر يسرق الأضواء من البطولة.
والساهر ليس ساكنا في جزر الواق واق حتى لايتابع كل هذا الجدل بشأن مشاركته من عدمها.
ومع أن الكثيرين كانوا يتوقعون أن يبقى حضوره بمثابة مفاجأة الإفتتاح لاسيما مع تكرار تغريدات التأكيد والحذف مما جعل سقف التوقعات يرتفع بين واثق وبين مشكك حتى ظهر عريف الحفل, رائد الخالدي, معلنا بدء الحفل ورئيس الوزراء,محمد شياع السوداني, معلنا بدء البطولة ليظهر السندباد مؤديا طقوس البطولة على مسرح مفتوح وجمهور كبير. على صعيد الحفل بدا الأمر مختلفا عن كل التوقعات مع وجود ملاحظات تبدو طبيعية في حدث من هذا النوع وفي بلد لايوجد فيه حدث إيجابي كبير من عشرين عاما فضلا عن ارتفاع نغمة الإحباط والتشكيك بكل شيء.
ولأننا عشنا قبل أقل من شهر بطولة كأس العالم لكرة القدم “مونديال قطر” وماتركه من حضور هائل عالميا على كل المستويات, فإن التوقعات بشأن خليجي 25 لم تكن تزيد عن آمال وتوقعات عادية من منطلق أن الهدف كان هو عودة العراق للبطولة من بوابة تنظيمها أيا كانت الهنات أو حتى الأخطاء. ولا يخفى أننا جميعا إن كان على مستوى المسؤولين أو الرأي العام أردنا من حضور الساهر ومشاركته حفل الإفتتاح رفع مستوى الحفل وتجاوز أي أخطاء يمكن أن تحصل وقد كان متوقعا حصول الكثير منها خصوصا ، أكرر, بعد مونديال قطر وماتركه من هيلمان عالمي.
لكن ماحصل بعد الإفتتاح حيث أيدينا على قلوبنا يختلف عما كان قبله من هواجس خوف وقلق وترقب. لم يعد بوسعنا بعد أن تبغدد علينا الساهر ونحن من بغداد سوى أن نقول له “العب غيرها ياحضرة الأستاذ.. غزال الرافدين يصيد ماينصاد. الحب عاطفة ماهو غصب وعناد” يا أبا وسام.
البصرة نجحت في إحتضان الأشقاء من كل دول الخليج العربي ولك فيهم ومنهم جمهور كبير كان هو الآخر يتمنى حضورك.
كما نجحت في حفل إفتتاح كان جميلا صدحت فيه حناجر مغنين وعشاق فن بمن فيهم رحمة رياض التي غنت بين الشوطين. أما “التبغدد” فقد مشى “حتى في الدهاقين” كما يقول الجواهري.