“علمية ستيفن وبعده عن الرب يشيران الى إن العلم التجريبي والأخلاق ليسا مهمة الأنبياء”
الكاتب : هادي جلو مرعي
كنت اشفق عليه، لم احقد عليه برغم إنزعاجي من فكرة كيف إن أشهر علماء الفيزياء الذين يخترقون الزمانية لايدركون الله، ولايتعرفون عليه، وأحزن عندما ارى عامل النظافة يعرف الله، بينما ينكره عالم فيزياء! فهل هي إحدى رسائل الرب؟
عندما تعرف إليها في اكسفورد التي ولد فيها سنة 1942كانت زوجته الأولى جاين وايلد شغوفة به، وكانت تميل الى التدين والحياة الكنسية، وكانت تؤمن بالله، لكن ستيفن هوكينغ قال لها: إنه لايحب الدكتاتور السماوي! وعندما تزوجته وهو طالب فيزياء في اكسفورد أنجبت منه ثلاثة أبناء (روبرت ولوسي وتيموثي) وقد تزوجته بعد أن أكد لها إنه مصاب بمرض تلف الخلايا العصبية الذي يعطل وظائف الجسم، لكنه لايعطل التفكير، ووظائف الدماغ، وبقيت ترعاه حتى حصل على الدكتوراه في علوم الفيزياء، وكانت أشهر نظرياته تبحث في نشوء الكون والزمان والمكان، والثقوب السوداء والنسبية، وقد إشتهر عالميا، وصار استاذا يلقي المحاضرات وتنقل بين اكسفورد وكامبريدج وزار الولايات المتحدة وفرنسا، وغيرها من دول العالم، وقد أذهل كبار العلماء بنظرياته وكتبه، وعندما بدأت جاين تشكو من الإعتناء بالاسرة إقترح والدها توظيف ممرضة، وقال لستيفن إنك مشهور عالميا، لكن ستيفن قال: إنه مشهور بسبب الثقوب السوداء، وليس حفلات الروك!
ولد ستيفن في الثامن من يناير عام 1942وتوفي في 14 مارس 2018 بالرغم من ان الأطباء لم يتوقعوا له أن يعيش هذا القدر من السنين حتى بلغ 76 عاما قضى جلها على كرسي كهربائي.
علمية ستيفن وبعده عن الرب يشيران الى إن العلم التجريبي والأخلاق ليسا مهمة الأنبياء، فالأخلاق طبائع بشرية والعلوم كذلك، وحين تجوب الأرض تجد إن الناس يفهمون الكذب والخيانة والحب والرحمة بطريقة متشابهة، ويمكن للعلوم ان تنتقل دون الحاجة الى نبي.
المهمة الأصيلة للأنبياء هي إبلاغ رسالات السماء التي تؤكد على وجود الإله القدير، ووحدانية الخالق المتفرد العظيم، وبالتأكيد فالأنبياء يعلمون الناس ويحظونهم على ممارسة الحياة بالخلق القويم والتعلم… كما في قول الرسول محمد عن الأخلاق: إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق. وقوله تعالى: يامعشر الجن والإنس إن إستطعتم أن تنفذوا الى اقطار السموات والارض فأنفذوا لاتنفذون إلا بسلطان.. العلم.