علماء الفلك يرصدون تلسكوب ناسا الأكبر والأقوى في العالم عند بلوغه 1.5 مليون كم من الأرض
وصل أكبر وأقوى تلسكوب فضائي في العالم إلى وجهته النهائية، واستقر في مدار يبعد مليون ميل من الأرض، استعدادا للنظر في الوقت المناسب نحو فجر الكون.تلسكوب “جيمس ويب” يصل إلى مدار عمله المقرروأطلق تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا، والذي بلغت كلفته 10 مليارات دولار، في يوم عيد الميلاد من العام الماضي، في 25 ديسمبر، من غوايانا الفرنسية، بعد سلسلة طويلة من التأخيرات امتدت سنوات، في محاولة لرؤية الكون المبكر.ونظرا لحجمه الهائل، كان على جيمس ويب الانطلاق مطويا داخل الصاروخ الأوروبي “أريان 5″.ولا يزال يتعين محاذاة المرايا الموجودة في التلسكوب الفضائي بدقة ويجب تبريد كاشفات الأشعة تحت الحمراء بدرجة كافية قبل أن تبدأ الملاحظات العلمية في يونيو المقبل.ولكن، قبل أن يلتقط جيمس ويب ويصدر أولى صوره المرصعة بالنجوم في يونيو، تمكن علماء الفلك من التقاط صور للتلسكوب الفضائي من الأرض.وتتبع فريق Virtual Telescope Project الذي يتخذ من روما مقرا له جيمس ويب عبر الفضاء ووجده في بنات نعش الكبرى (المعروفة أيضا بـ”آل نعش”)، وهي مجموعة نجمية مكونة من سبعة نجوم تشكل جزءا من كوكبة الدب الأكبر.واستخدم علماء الفلك بعد ذلك تلسكوبا آليا لأخذ تعريض مدته خمس دقائق لجيمس ويب، تماما عندما وصل إلى وجهته في نقطة لاغرانج 2 ( Earth-sun Lagrange Point 2 أو L2)، على بعد نحو 1.5 مليون كيلومتر من كوكبنا، وهي منطقة ذات جاذبية متوازنة بين الشمس والأرض، حيث سيستقر لمدة عقد.وقال مدير المشروع جيانلوكا ماسي: ‘تتبع تلسكوبنا الآلي الحركة الظاهرة لتلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، والذي وقع تمييزه بسهم في المنتصف. وفي وقت التصوير، كان جيمس ويب على بعد نحو 1.4 مليون كيلومتر منا ووصل للتو إلى وجهته النهائية، نقطة لاغرانج 2 (L2) في نظام الأرض والشمس. وكما تُرى من الشمس، فإن نقطة L2 تقع خلف الأرض مباشرة”.ولا تحتاج بالضرورة إلى تلسكوب لاكتشاف جيمس ويب، حيث أنه وفقا لوكالة ناسا، قد يكون من الممكن رؤية مرصد الفضاء باستخدام منظار إذا كنت تعرف أين تبحث.وأوضح لي فاينبرغ في بث مباشر عبر الإنترنت يوم الاثنين: “إنه قريب من سرير بنات نعش (أربعة نجوم على شكل رباعي للنعش). ولا يمكنك رؤيته بالعين المجردة، لكن قيل لي إنه يمكنك رؤيته بالمنظارولدى جيمس ويب، خليفة تلسكوب هابل الأيقوني البالغ من العمر ثلاثة عقود، مهمة طموحة لدراسة الكون المبكر، ومعرفة مدى سرعته الآن في التوسع وتحليل الأجسام في جميع أنحاء الكون بدءا من المجرات إلى الكواكب الخارجية.