“علاوي لم يكن أساساً هو الرجل المطلوب”
الكاتب : علي سليم عمر علي
في الصورة: الصورة التي ابرزها الإعلام للموقف من تشكيل الحكومة الجديدة. تبين ان الكورد والسنة يضعون العراقيل أمام عجلة علاوي. غير ان الكثيرين لاحظوا ان عجلة علاوي نفسها لم تكن بالمتانة المطلوبة. اما زعم ان علاوي لم يقدم تنازلات فتلك مسألة تدحضها تطورات يومي المحاولتين الفاشلتين لمنح الثقة، الخميس وأمس الماضيين.
بالنسبة للكورد فإن علاوي أبقى مناصبهم الوزارية شاغرة. المالية والعدل والتجارة. دلالةً على وجود تفاهم من نوع ما قد لا يحول دون تأييد الكورد. الحلبوسي لا يشكل ثقلا كبيرا خصوصا بعد انشقاق تحالفه وإعلان حوالي عشرة نواب بزعامة مثنى السامرائي دعمهم علاوي اضافة الى تأييد جماعة النجيفي بعد ضمان ذهاب وزارة التعليم العالي الى مرشحه مزاحم الخياط. كسب علاوي الجبهة التركمانية وكان ارشد الصالحي من اشد الداعمين له ثم انه استرضى المكون المسيحي ممثلا بريان الكلداني وبدل مرشح وزارة الهجرة والمهجرين لصالحه ولم يبقى مصرا على رفض علاوي بالإطلاق سوى تحالف دولة القانون.
مع ذلك. فإن زعيمه، نوري المالكي أبدى تجاوبًا ملحوظًا يصب في كفة علاوي عندما أكد على ضرورة تسهيل مهمة رئيس الوزراء المكلف بحضور الجلسة وقال في تغريدة أن المطلوب من الرئيس المكلف ان يحرص ويبذل الجهد من اجل حضور جميع المكونات في جلسة التصويت على الحكومة وأن على الكتل السياسية الممثلة للمكونات أن لا تضع العقبات أو تطلب المستحيل من الرئيس المكلف لأن الجميع في مركب وطني واحد”.
الدليل على معقولية وصحة ما ذكرناه آنفًا من ان مشكلة علاوي لم تكون مع المكونات. لا الكورد ولا السنة ولا التركمان ولا المسيحيين، وإنما المشكلة ان داعميه المفترضين من الأغلبية هم الذين خذلوه، ولهذا بادر الرجل الى الإسراع في تقديم اعتذاره بالرغم من ان أمامه ٢٤ ساعة اخرى والبعض يقولون ٤٨ ساعة اخرى وأكثر اذا تم استبعاد أيام الجمعة من حساب مدة التكليف.
في الواقع علاوي لم يكن أساساً هو الرجل المطلوب على ما يبدو، او ان الزخم الكبير الذي ابداه التيار الصدري في دعمه، بحيث وصلت الأمور الى حد التهديد المباشر بفرضه على البرلمان، دفع بالآخرين، الفتح طبعاً بالدرجة الأساس، الى اعادة النظر مخافة ان يقع الرجل، اذا تم تمرير حكومته في قبضة التيار، بل ان خبرا لم يثر الكثير من الإهتمام، ربما كان القشة التي قصمت ظهر علاوي عندما نقلت المواقع الخبرية السبت توبيخ المرجع الأعلى السيد علي السيستاني لابنه محمد رضا بسبب تدخله في شؤون العملية السياسية، (المقصود على الأرجح تكليف علاوي)، وكيف ان السيستاني الإبن، حسبما نقل عن بعض المقربين منه قطع الاتصال بكل السياسيين ما عدا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وانكشف بذلك ظهر رئيس الوزراء المكلف تماماً مما كان يعتقد انه دعم ومباركة من المرجعية.
والا فكيف يفشل الرجل في تحشيد اكثر من مئة عضو او بالكاد، في جلسة منح الثقة امس؟