عصر الفاشنيستات المقيت
زينب شوكت
وسط كل هذه الجلبة التي اخذتنا بعيداً عن كل ما هو قيماً ومفيد نجد فئة التشهير والتحرير قد اخذت تستشري وتبسط اطرافها في كل ثغراً ودار
فبدا الامر كما لو انه تسلطا بعيد المدىٰ على شريان العرف الاجتماعي القديم
فبدأت الفتيات بإقتناء كل ماهو جذاباً وبراق وزهيد.
حتى بدت احداهن هي ذاتها الاخرى فلا يفرق بينهن انساً ولا جان
يفعلن ماهو مستحدثاً عقيم لجذب اكبر فئة ممكنة من راهني الاموال الخسيسة الذين لا يقدرونهن لذواتهن وأنما لأجسادهن
حتى ان مددت راسك خارجاً ترى دمى متحركة تتصنع الافعال والاقوال فلا تجذبك احداهن الا ماندر واقتدر
و ليس هناك سبباً واضحاً يحصر المسببات الاخرى التي نجمت عنها هذه النتائج
هل كان الاهمال ام التربية ام عدم المراقبة او الحاجة الى الابراز او التناسخ ام هي متطلبات العصر فقط وبكل بساطة !!
لما أصبحت الصبية تنمو فجأة لتصل الى مراهقة بافعال ثلاثينية
لما أصبحت تفيق على المياعة والبلاهة وعدم الاكتراث
و لما هذا الاستباق العمري الذي جرف معه برائة الغبن الطفولي و الروح البريئة
لما التسرع والريبة والتجاوز
فان استطعنا ان نجمع زمام الامور والخروج بنتيجة اقل كارثية فعلى الاهالي الكف عن الاهتمام بذاتهم والاهتمام باطفالهم وان لا يتوقفوا عن الاجابة والتوضيح والسؤال عند مرحلة معينة وانما الاستمرار والمداومة وعدم الكف عن المحاولة لتقليل سلبيات القائمين بالمجتمع باكمله ولينتج جيلا مثابرا مقاوما وقويم
هذا هو ما يدور في عقل كل من هي هاربة من عصر الفاشنيستات المقيت
فانا لم اعتد التشابه فكيف ان كان التناسخ و الأمتثال ؟!