عزلة قسرية و نفق معتم ..!!
بقلم :شاكر فريد حسن
إن تفشي جانحة كورونا أرغم الملايين من البشر في عالمنا الواسع التزام بيوتهم ومنازلهم، وعدم مخالطة الأهل والاصدقاء، وعدم استقبال الضيوف والمعارف، وفرض القطيعة بين أفراد العائلة الواحدة.
وهذا الوضع يمثل تغييرًا في نمط وأسلوب الحياة الذي اعتادوا عليه وألفوه منذ ولادتهم ونشوئهم. وهذه هي المرة الأولى الذي يحصل مثل هذا العزل والحجر المنزلي الصحي حفاظًا على سلامة وصحة الجميع.
وطبيعي أن هذا الحال والواقع الاضطراري قد أحدث ضيقًا في النفوس وغذى مشاعر القلق والتوتر والاكتئاب في داخلنا.
وفي خضم وظل هذه الأوضاع نجد مظاهر سلبية مرفوضة تجتاح مجتمعنا العربي، كالعنف المتواصل، والشجارات بين الشباب والعوائل، فضلًا عن التعاطي مع السوق السوداء والسقوط في مستنقعها، حيث بدأت تغرق فيه اعداد من النفوس المحتاجة للمال، لتسديد احتياجات الحياة اليومية، من طعام وشراب، والتزامات شهرية للسيارة الجديدة التي اشتراها أو تسديد قروض وديون سابقة وشيكات اعطاها لشمات الهواء والسفر للخارج وغير ذلك.
إننا نحذر من السقوط في هذا المستنقع والنفق المظلم، ونثمن دور سلطاتنا المحلية التنبيه والتحذير من مخاطر هذه السوق من خلال بيانات اعلامية، ويجب انقاذ مجتمعنا من عصابات السوق السوداء.
والآن ونحن نقف أمام الأزمة الحقيقية التي أنتجها وباء كورونا المستجد، رغمًا عنا، فإن المطلوب تغيير اتجاه البوصلة، واستبدال أنماط السلوك الاجتماعي، واستخلاص العبر، وهنالك أهمية وضرورة لتعميق التعاضد والتكافل الاجتماعي وتذويت روح العطاء والتطوع، وعدم التعاطي مع تجار السوق السوداء، ومحاربة العنف، والتخلص من اللامبالاة التي تسيطر علينا. وبإرادتنا يمكننا أن نجتاز الواقع ونتجاوز الأزمة الحالية بأقل الأضرار.