عائدون من طهران: نظام إيران خدع العالم بشأن كورونا
كشف عائدون عراقيون من إيران أن الحياة توقفت هناك بسبب انتشار فيروس كورونا وعدم قدرة الحكومة على التعامل معه.
وأكد العراقيون العائدون من طهران وغيرها من المدن الإيرانية أن نظام ولاية الفقيه خدع المواطنين والعالم بشأن عدد المصابين الحقيقيين بالمرض.
وقال العائدون، على معبر زرباطية القريب من منطقة بدرة في محافظة واسط العراقية، إن الوضع في إيران سيئ للغاية، مشيرين إلى أن نظام طهران يسعى لإظهار صورة السيطرة على كل شيء، في الوقت الذي تتحول فيه البلاد إلى “مدن أشباح”.
ويعيش نحو 500 ألف عراقي في إيران، وعاد عشرات الآلاف منهم منذ تفشي الفيروس.
وأضاف أحد العائدين: “إنها كارثة هناك.. لقد تركت كل شيء.. لدي منزلي هناك، عملي، لقد عشنا هناك لمدة 7 أعوام”.
وتابع القول، طبقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: “الآن توقف كل شيء بسبب المرض، لم يعد عمالي يأتون للعمل ولا يوجد زبائن”.
واستطرد: “اعتقدنا أن الإيرانيين كانوا يعطون أرقاما دقيقة، ولكن بعد ذلك عندما خرجت ورأيت الناس في الشارع، أدركت أن عدد المرضى والقتلى أعلى مما قالوه”.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن عراقية أخرى، تدعى هدى غلاب، وصلت من مدينة عيلام الإيرانية أن “المدينة أشبه بمدينة أشباح”.
وأردفت هدى، للصحيفة، بينما كانت تنتظر فحصها الطبي: “لقد توقفت الحياة في عيلام، الأسواق مغلقة والمدارس متوقفة والوضع يزداد سوءا كل يوم”.
ومضت قائلة: “لم أستطع مغادرة منزلي لأنني كنت خائفة من إصابة أطفالي بالعدوى، معظم الناس حبيسو المنازل الآن، الحياة ماتت”.
وأشار العديد من العائدين إلى أن إيران أغلقت المدارس والجامعات، وحظرت السفر بين المحافظات، وألغت الأحداث الرياضية وصلاة الجمعة، المقاهي والمطاعم مغلقة، وكذلك المتاحف ودور السينما.
يشار إلى أن عبور الحدود مع إيران – الحليف الوثيق والشريك التجاري للعراق – كان سهلا إلى حد كبير، حيث كانت العائلات التي تعيش على الجانبين والزائرين يتنقلون ذهابا وإيابا، غير أن كورونا غيّر الأمور بين عشية وضحاها.
وسجل في إيران 10 آلاف حالة إصابة على الأقل بفيروس كورونا – ثالث أعلى معدل في العالم – ويقول الخبراء إن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير.
وسجل العراق 93 حالة فقط حتى الجمعة، ويحاول عزل نفسه عن مصير إيران.
وغدا الأحد، سيغلق العراق مؤقتا جميع المعابر الحدودية البرية خارج كردستان العراق لمدة أسبوعين.
بالإضافة لمنع معظم الإيرانيين من دخول البلاد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ومع ذلك، تم استثناء الدبلوماسيين، وكان بعضهم يحاولون “ثني التعليمات” لجلب أسرهم.
وتتجه قوات الأمن الإيرانية لإخلاء الشوارع في أنحاء البلاد خلال الـ24 ساعة، في مسعى للسيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وفق ما أفاد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري.
ونقلت محطات التلفزيون الإيراني عن باقري، الجمعة، أن لجنة تم تشكيلها حديثاً ستتولى مهمة الإشراف على “إخلاء المتاجر والشوارع” من الناس، خلال الساعات الـ24 المقبلة.
وأفاد بأنه “خلال الأيام العشرة المقبلة، ستتم مراقبة جميع الإيرانيين عبر الفضاء الإلكتروني والهواتف وإذا لزم الأمر، شخصياً. وسيتم تحديد جميع الأشخاص الذين يشتبه بأنهم مرضى”.
ودخلت الإجراءات حيز التنفيذ، بعدما أمر المرشد علي خامنئي القوات المسلحة الإيرانية بقيادة عمليات مكافحة فيروس كورونا المستجد، التي تعد الأكثر تشدداً، ويتم فرضها في إيران لمواجهة أسوأ بؤر تفشي الفيروس خارج الصين.
وأعلنت إيران، الجمعة، عن 85 وفاة جديدة جراء الفيروس، في أعلى حصيلة يومية منذ أعلنت أولى حالات الوفاة في 19 فبراير/شباط الماضي.
وتشير وزارة الصحة إلى أن 514 شخصاً توفوا بالمجمل جراء الفيروس من بين 11364 إصابة مؤكدة في إيران
متابعة / وكالة الأولى نيوز