ظاهرة الإكتناز وسبل التخلص منها
ظاهرة الإكتناز وسبل التخلص منها – أماني النداوي
حب التملك يعد أحد الغرائز الطبيعية البشرية،التي لا يمكن تجنبها تماماً، ولكن يمكن تنظيمها للفائدة العامة وفق الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والعادات والتقاليد الاجتماعية. الاكتناز قد يبدو مصطلحاً غريباً،فهو يعبّر عن رغبة الإنسان في كنز المال وجمع الحاجيات والأدوات المختلفة واستعمالها والاحتفاظ بها،لمدة طويلة،مثل الحلي والملابس والأجهزة والمواد الغذائية والمنزلية وغيرها،وفي كل بيت سوف تتراكم هذه الأشياء وتزداد، عند مرور الوقت،رغم أنها لم تعد قيد الاستعمال،نتيجة انتهاء عمرها الافتراضي أو انتفاء الحاجة إليها،وقد تشغل الأشياء الزائدة مكاناً واسعاً في المنزل، ومن ثم تصبح عملية التخلص منها ليست سهلة! المرأة تقوم عادة بإدارة بيتها وتجميله، وفي كل موسم تقوم أغلب النساء بتنظيم فضاءات المنزل ومساحاته،وتقدير الحاجة إلى إضافة أشياء جديدة أو التخلص من أشياء قديمة،وهي معادلة متوازنة بحكم محدودية المساحة وضيق المكان،وضرورة وضع الشيء في موضعه الصحيح.الحلي الذهبية والفضية تمثل كنز المرأة وزينتها،وفي لحظة شرائها تكون المرأة في قمة سعادتها،تتزين وتتباهى بها،لكن الزمن يغير من قيمة الأشياء الثمينة ومكانتها،وقد يتحول الكنز إلى عبء ثقيل بعد سنوات،فتقوم المرأة بمراجعة حليها بين مدة وأخرى،وبيع بعضها أو استبدالها بأشياء أكثر قيمة وأهمية واستعمالاً.الملابس مادة مستهلكة ومتغيرة حسب الفصول،ومن العادات السيئة لدى بعض النساء المبالغة في شراء الملابس وملء خزاناتها دون استعمالها،ولعل من المفيد تحديد الملابس المستعملة التي لا نرغب في ارتدائها ومنحها لمن يحتاج إليها أو إتلافها لكي لا تظل متراكمة زائدة لا فائدة منها،وفي ما يخص ملابس الأطفال فيمكن الاحتفاظ بملابس الطفل الصغير التي تجاوزها في العمر لكي يستخدمها شقيقه المقبل أو أحد أقربائه أو جيرانه. الأفرشة والأغطية والستائر يفترض تجديدها حسب كل موسم،وعدم المبالغة في شرائها أو تكديسها. المواد الغذائية يفترض أن تخزن لمدة شهر أو أقل وعدم تكديس كميات كبيرة منها في المنزل،فهي سريعة التلف، ويفترض تناول الأغذية الطازجة غير المصنعة،وتفريغ المجمدة والثلاجة وتنظيفهما في فترات منتظمة، والتخلص من الأغذية والأدوية منتهية الصلاحية،حسب الشروط الصحية المعروفة. الأجهزة الكهربائية سهلت الحياة واختصرت الوقت والجهد، ولا يمكن الاستغناء في المنزل عن الثلاجة والطباخ والمدفأة والغسالة والخلاطة وغيرها الكثير،وعند عطل أحد هذه الأجهزة يفترض تصليحه فوراً وعدم تركه عاطلاً في المخزن،لمدة طويلة،وفي حالة استهلاك جهاز معين التخلص منه بطريقة صحيحة.عند انجاز البناء والإنشاء و الترميم في المنزل تظل كميات من مواد البناء والأصباغ متروكة في الموقع عادة،يفترض جمعها وإرسالها إلى أماكن الطمر بعيداً عن المنزل،وتنظيف المكان مباشرة من المواد الزائدة. سطح الدار أو بيت الدرج( البيتونة) ليست المكان المناسب لتكديس المستهلكات، ويستحسن أن يكون في كل منزل مخزن صغير للاحتفاظ بالأشياء المهمة فقط التي يمكن استخدامها عند الحاجة في المستقبل،وينبغي أن لا يتحول المخزن إلى مكب نفايات ومواد مستهلكة،ومقراً للقوارض والحشرات،فمن المهم مراعاة شروط التنظيم والنظافة في كل زاوية من المنزل وعدم اكتناز أشياء لا فائدة منها ولا قيمة لها، والتي قد تكون في لحظة خطأ أو إهمال وقوداً لحريق يجتاح البيت كله! الوالدان عليهما تقديم صورة القدوة لأبنائهما في التنظيم العطاء،وتجنب سلوك الاكتناز غير المفيد والتخزين الضار.